للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَنه قَالَ يَوْمًا بعض النَّاس يَقُولُونَ إِنَّه لن يصفو لأحد من الْمُلُوك يَوْم كَامِل من الدَّهْر وَإِنِّي أُرِيد أَن أكذبهم فِي ذَلِك وَأَقْبل على لذاته واختلَى مَعَ حبابة وَأمر أَن يحجب عَن سَمعه وبصره كل خبر يُكرَهُ فَبَيْنَمَا هُوَ فِي تِلْكَ الْحَال فِي صفو عَيْش وَزِيَادَة فَرح وسرور إِذْ تناولت حَبابة حَبة رمان وَهِي تضحك فغَصتْ بهَا فَمَاتَتْ فاختل عقل يزِيد وتكدر عيشه وَذهب سروره وَوجد عَلَيْهَا وجدا شَدِيدا وَتركهَا أيامَاً لم يدفنها بل يقبلهَا ويرتشفها حَتَّى أنتنت وجافت فَأمر بدفنها ثمَّ نبشها من قبرها فَلم يَعش بعْدهَا إِلَّا خَمْسَة عشر يَوْمًا وَكَانَ مَرضه بالسل وَمِمَّا قَالَ فِيهَا من // (الطَّوِيل) //

(فَإِنْ تَسْلُ عنكِ النَّفْسُ أَوْ تَدَعِ الهَوَى ... فباليَأْسِ تَسْلُو عَنْكِ لَا بالتَّجَلُّدِ)

(وَكُلُّ خليلٍ زَارَنِي فَهْوَ قَائِلٌ ... مِنَ اجلِكِ هَذَا هامَة اليَوْمِ أَوْ غَدِ)

قَالَ أَبُو مسْهر مَاتَ يزِيد بأربد بِمَرَض السل وَقَالَ غَيره مَاتَ لخمس بَقينَ من شعْبَان سنة خمس وَمِائَة وَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وشهراً عمره خمس وَأَرْبَعُونَ وَقيل تسع وَعِشْرُونَ

(خلَافَة هِشَام بن عبد الْملك)

كَانَ ذَا دهاء وحزم وَفِيه حلم وتدبير لأحوال المملكة وَنظر لأحوال الرّعية وَقلة شَرَهٍ وَكَانَ مجتنبَاً لسفك الدِّمَاء لكنه قتل الإِمَام زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وكفي بقتْله سفكَاً للدماء قَامَ بتدبير المملكة أتم قيام وَكَانَ يجمع الْأَمْوَال ويوصف بالبخل والحرص يُقَال إِنَّه جمع من الْأَمْوَال مَا لم يجمعه خَليفَة قبله فَلَمَّا مَاتَ احتاط الْوَلِيد بن يزِيد على مَا تَركه وَأمر الْخزَّان فغلقوا الخزائن وَمَا كَفنه إِلَّا مَمْلُوك من مماليكه

<<  <  ج: ص:  >  >>