وَكَانَ هِشَام أَحول الْعين حُكِيَ أَنه خرج يَوْمًا فلقي رجلا أَعور فَأمر بضربه وحسبه فَقَالَ لَهُ الْأَعْوَر مَا ذَنبي فَقَالَ هِشَام تشاءمتُ بك فَقَالَ الْأَعْوَر شُؤْم الْأَعْوَر على نَفسه وشؤم الْأَحول على غَيره أَلا ترى أَنِّي استقبلتك فَلم يصبك مني شَيْء وَأَنت استقبلتني فنالني مِنْك السوء فَخَجِلَ هِشَام وَوَصله وَقيل عرض هِشَام الْجند بحمص فَمر بِهِ رجل من أهل حمص وَهُوَ على فرس نفور فَقَالَ هِشَام مَا حملك على أَن تركب فرسا نفروا فَقَالَ الْحِمصِي لَا وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَيْسَ بنفور وَلكنه أبْصر حولتك فَظن أَنَّك عزون البيطار فنفر فَقَالَ هِشَام تَنَح عَلَيْك وعَلى فرسك لعنة الله وَكَانَ عزون البيطار رجلا أَحول حكى الزبير بن بكار قَالَ هِشَام لأبي النَّجْم الْفضل بن قدامَة الْعجلِيّ صف لي إبِلا قَالَ أَبُو النَّجْم فَذهب بِي الروي إِلَى أَن قلت // (من الرجز) //
(وَصَارَتِ الشَّمْسُ كَعَينِ الأَحْوَلِ ... )
فَغَضب هِشَام فَقَالَ أخرجُوا هَذَا ثمَّ بعد مُدَّة أدخلت عَلَيْهِ فَقَالَ هَل لَك أهل قلت نعم وابنتان قَالَ زوجتهما قلت إِحْدَاهمَا قَالَ فَمَا أوصيتها قلت // (من الرجز) //
(أَوصَيْتُ مِنْ بَرَّةَ قَلْبًا حُرَّا ... بِالكَلْبِ خَيْرًا والحمَاةِ شَرَّا)
(لَا تَسْامِي خَنْقًا لَهَا وَجرَّا ... وَالحَيَّ عمِّيهِمْ بِشَرِّ طُرَّا)
(وإنْ حَبَوْكِ ذَهَبًا وَدُرَّا ... حَتَّى يَرَوْا حُلْوَ الحياةِ مُرَّا)
فَضَحِك هِشَام واستلقى وَقَالَ مَا هَذِه وَصِيَّة يَعْقُوب بنيه قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَا أمنا مثل يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ فَمَا زدتها قلت // (من الرجز) //
(سُبِّي الحماةَ وَابْهَتِي عَلَيْهَا ... وإنْ نَأَتْ فَأزلفِي إِلَيْهَا)
(واقرعِي بِالوُدِّ مِرْفَقَيْهَا ... مظَاهر الْيَد بِهِ عَلَيْهَا)
قَالَ فَمَا فعلت أُخْتهَا قلت درجت بَين أَبْيَات الْحَيّ فنفعتنا قَالَ فَمَا قلتَ فِيهَا قَالَ قلت // (من السَّرِيع أَو الرجز) //
(كَأَنَّ ظَلَاّمَة أَخْتَ شَيْبَانْ ... يتيمَةٌ ووَالِدَاهَا حَيَّانْ)
(أَلرَّأْسُ قَمْلٌ كُلُّهُ وصُؤْبَانْ ... وَلَيْسَ فِي الرِّجْلَينِ إِلَّا خَيْطانْ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute