كَانَ رَضِي الله عَنهُ قد أوصى إِلَى أَخِيه الْحُسَيْن أَن يدفنه مَعَ جده رَسُول الله
إِن وجد إِلَى ذَلِك سبيلَا فَإِن منعت فادفني بِالبَقِيعِ فَلَمَّا مَاتَ لبس الْحُسَيْن ومواليه السِّلَاح وَخَرجُوا بِهِ ليدفنوه فَخرج مَرْوَان بن الحكم فِي موَالِي بني أُميَّة وَهُوَ يَوْمئِذٍ عَامل الْمَدِينَة لمعاوية ليمنعه فَخرج أَبُو هُرَيْرَة فَرده الْحُسَيْن وَأقسم عَلَيْهِ فَذهب بالْحسنِ فَدفن بِالبَقِيعِ فِي قبر قبَّة الْعَبَّاس وَدفن فِي هَذَا الْقَبْر أَيْضا عَليّ زين العابدين وَابْنه مُحَمَّد الباقر وَابْنه جَعْفَر الصَّادِق فهم أَرْبَعَة فِي قبر وَاحِد أكْرم بِهِ قبرَاً وَفِي ذكرى أَنه دفن فِيهِ أيضَاً رَأس الْحُسَيْن أَتَى بِهِ من دمشق فَدفن وَالله أعلم وَمَشى مَرْوَان فِي جَنَازَة الْحسن وَبكى فَقيل لَهُ أَتَبْكِي عَلَيْهِ وَقد كنت تفعل بِهِ مَا تفعل فَقَالَ كنت أفعل ذَلِك مَعَ من هُوَ أعظم من هَذَا وَأَشَارَ إِلَى جبل أحد
(صفته رَضِي الله عَنهُ)
كَانَ أَبيض اللَّوْن مشرباً بالحمرة أدعج الْعَينَيْنِ سهل الْخَدين دَقِيق المسربة ذَا وقرة كَأَن عُنُقه إبريق فضَّة عَظِيم الكراديس بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ ربعَة من أحسن النَّاس وَجها كَانَ أشبه النَّاس برَسُول الله
من تَحت الصَّدْر إِلَى الرَّأْس عمره سبع وَأَرْبَعُونَ سنة وَقيل ثَمَان وَأَرْبَعُونَ كَانَ مِنْهَا مَعَ جده رَسُول الله
سبع سِنِين وَمَعَ أَبِيه عَليّ بعد وَفَاة رَسُول الله
ثَلَاثِينَ سنة وعاش بعد وَفَاة أَبِيه عَليّ كرم الله وَجهه إِلَى حِين وَفَاته رَضِي الله عَنهُ عشر سِنِين مُدَّة خِلَافَته مِنْهَا سِتَّة أشهر وَثَلَاثَة أَيَّام أَوْلَاده تِسْعَة عشر ولدَاً تِسْعَة ذُكُور الْحسن وَزيد وحسين الْأَثْرَم وَعبد الله وَأَبُو بكر وَعبد الرَّحْمَن وَالقَاسِم وَطَلْحَة وَعمر قَالَه البلاذري وَذكر الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي ذخائر العقبى نقلا عَن الدولابي أَنهم خَمْسَة الْحسن وَزيد وَعبيد الله وَعمر وَإِبْرَاهِيم وَعَن أبي بكر بن الدارع أَنهم أحد عشر ذكرَاً وَبنت عبد الله الْقَاسِم وَالْحسن وَزيد وَعمر وَعبيد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد وَإِسْمَاعِيل وَالْحُسَيْن وَعقيل وَالْأُنْثَى أم الْحسن وعَلى كل الرِّوَايَات الْعقب مِنْهُ فِي رجلَيْنِ