ثمَّ ظهر من بعد ذَلِك أَمر الشِّيعَة وهم الدعاة لأهل الْبَيْت فَغلبَتْ دعاة بني الْعَبَّاس على الْإِمَامَة واستقلوا بخلافة الْملَّة وَلحق فل بني أُميَّة بالأندلس فَقَامَ بأمرهم فِيهَا عبد الرَّحْمَن الدَّاخِل ابْن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك وَمن تبعه من مواليهم وَمن الْعَرَب فَلم يدخلُوا فِي دَعْوَة بني الْعَبَّاس وانقسمت لذَلِك دَعْوَة بني الْعَبَّاس وانقسمت بذلك دولة الْإِسْلَام بدولتين لافتراق عصبية الْعَرَب ثمَّ ظهر دعاة أهل الْبَيْت بالمغرب وَالْعراق من العلوية ونازعوا خلفاء بني الْعَبَّاس واستولوا على القاصية من النواحي كالأدارسة بالمغرب الْأَقْصَى والعبيديين بالقيروان ومصر والقرامطة بِالْبَحْرَيْنِ والداعي بطبرستان والديلم والأطروش فِيهَا وَمن بعده وانقسمت دولة الْإِسْلَام بذلك دولا مُتَفَرِّقَة
(ذكر الشِّيعَة ومبادئ دولهم وَكَيف انساقت إِلَى العباسية من بعدهمْ إِلَى آخر دولهم)
كَانَ مبدأ هَذِه الدولة أَعنِي دولة الشِّيعَة أَن أهل الْبَيْت لما توفّي رَسُول الله
كَانُوا يرَوْنَ أَنهم أَحَق بِالْأَمر وَأَن الْخلَافَة لَهُم دون من سواهُم من قُرَيْش وَفِي الصَّحِيح أَن الْعَبَّاس قَالَ لعَلي فِي وجع رَسُول الله