مَعْرُوفا بالبأس والنجدة والتجربة فِي جَيش كثيف إِلَى الْمُهلب فيتتبعوا الْخَوَارِج حَتَّى يهلكوهم فَأرْسل الْمُهلب جديع بن سعيد بن قبيصَة ينتخب النَّاس من الدِّيوَان وشق على بشر أَن إمرة الْمُهلب جَاءَت من عبد الْملك فقصر بِهِ ودعا عبد الرَّحْمَن بن مخنف فَأعلمهُ بِمَنْزِلَتِهِ عِنْده وَقَالَ إِنِّي أوليك جَيش الْكُوفَة لِحَرْب الْأزَارِقَة وكُن عِنْد حسن ظَنِّي بك ثمَّ أَخذ يغريه بالمهلَب وَألا يقبل رَأْيه وَلَا مشورته فأظهر لَهُ الْوِفَاق وَسَار إِلَى الْمُهلب فنزلوا رام هُرْمُز وَلَقي بهَا الْخَوَارِج فَخَنْدَق عَلَيْهِ على ميل من الْمُهلب حَيْثُ يتَرَاءَى العسكران ثمَّ أَتَاهُم نعي بشر بن مَرْوَان لعشر لَيَال من مقدمهم وَأَنه اسْتخْلف على الْبَصْرَة خَالِد بن عبيد الله ابْن خَالِد وافترق نَاس من أهل المصرين إِلَى بلدهم ونزلوا أهواز وَكتب إِلَيْهِم خَالِد بن عبيد الله يتهددهم ويحذرهم عُقُوبَة عبد الْملك إِن لم يرجِعوا إِلَى الْمُهلب فَلم يلتفتوا إِلَيْهِ ومضوا إِلَى الْكُوفَة وَاسْتَأْذَنُوا عَمْرو بن حُرَيْث فِي الدُّخُول فَلم يَأْذَن لَهُم دخلُوا وأضربوا عَن إِذْنه
(ولَايَة الْحجَّاج على الْعرَاق)
وَقيل فِي سَبَب ولَايَته إِنَّه وَفد على عبد الْملك وَمَعَهُ إِبْرَاهِيم بن طَلْحَة بن عبيد الله التَّيْمِيّ وَكَانَ من رجال قُرَيْش علما وَعَملا وزاهدا ودينَاً وَكَانَ الْحجَّاج مسخراً لَهُ لَا يتْرك من إجلاله شَيْئا فَلَمَّا قدما على عبد الْملك أذن للحجاج بِالدُّخُولِ فَلَمَّا دخل سلم وَلم يبْدَأ بِشَيْء إِلَّا أَن قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قدمت عَلَيْك بِرَجُل من أهل الْحجاز لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي كَمَال الْمُرُوءَة والديانة وَحسن الْمَذْهَب وَالطَّاعَة مَعَ الْقَرَابَة وَوُجُوب الْحق فَقَالَ عبد الْملك وَمن هُوَ قَالَ إِبْرَاهِيم ابْن طَلْحَة التَّيْمِيّ فَلْيفْعَل أَمِير الْمُؤمنِينَ بِهِ مَا يفعل بأمثاله فَقَالَ عبد الْملك أذكرتنا حَقًا واجبَاً ورحمَاً قريبَة ثمَّ أذن لَهُ فَلَمَّا دخل قربه وَأَدْنَاهُ وَقَالَ لَهُ إِن أَبَا مُحَمَّد ذكرنَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute