وَالصَّالِحِينَ وَلم يقم أحد فِي الْخلَافَة إِقَامَته كَانَت مدَّته أربعَاً وَأَرْبَعين سنة وَثَمَانِية أشهر وَقيل خمسَاً وَأَرْبَعين سنة وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة لعشرة أَيَّام مَضَت من شعْبَان قَالَ ابْن السُّبْكِيّ افتصد الْقَائِم بِأَمْر الله يَوْم الْخَمِيس الثَّامِن وَالْعِشْرين من رَجَب من السّنة الْمَذْكُورَة من ماشرا كَانَ يعتاده قلت ماشرا اسْم لعِلَّة نَعُوذ بِاللَّه من جَمِيع الْعِلَل ثمَّ نَام فانفجر فصاده فَاسْتَيْقَظَ وَقد سَقَطت كل قوته وَحصل الْيَأْس مِنْهُ فَدَعَا حفيده وَولي عَهده من بعده عُمْدَة الدّين أَبَا الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد ابْنه وأحضر إِلَيْهِ الْفُقَهَاء والنقباء وَأشْهد عَلَيْهِ ثَانِيًا بِولَايَة الْعَهْد لَهُ من بعده فَشَهِدُوا ثمَّ توفّي وَكَانَ عمره أربعَاً وَسبعين سنة وَثَمَانِية أشر وَثَمَانِية أَيَّام ومدته أَرْبعا وَأَرْبَعين سنة وَمُدَّة أَبِيه قبله إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة فمجموعهما خمس وَثَمَانُونَ سنة وَأشهر وَذَلِكَ مقارب لمُدَّة دولة بني أُميَّة كلهَا
(خلَافَة الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله)
هُوَ الْقَاسِم عُمْدَة الدّين عبد الله بن ذخيرة الدّين مُحَمَّد ابْن الْخَلِيفَة الْقَائِم عبد الله ابْن الْقَادِر أَحْمد بن الأْمير إِسْحَاق بن المقتدر بن المعتضد بن الْمُوفق طَلْحَة بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بُويِعَ لَهُ بالخلافة يَوْم وَفَاة جده الْقَائِم بِأَمْر الله وَذَلِكَ أَنه لما افتصد استدعى ابْن ابْنه هَذَا عبد الله ولقبه الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله كَمَا تقدم ذكر ذَلِك فَلَمَّا مَاتَ جده الْقَائِم بِأَمْر الله الْمَذْكُور بُويِعَ بالخلافة يَوْم وَفَاته بِحَضْرَة الإِمَام الْوَلِيّ الشهير أبي إِسْحَاق