عُثْمَان فَكتب فِي وجهِ مُحَمَّد رَسُول الله وَفِي الْوَجْه الآخر اسْمه الشريف وَهُوَ أول من رتب طَبَقَات العساكر وسمى الطَّبَقَات الْمَذْكُورَة بأسمائها الْمَشْهُورَة وَكَانَ أول سلطنته ب بروسا وأعمالها ثمَّ ملك عدَّة من الْبِلَاد الإسلامية وغزا الْكفَّار وَفتح ممالك مُتعَدِّدَة وغنم بلاداً وأموالاً وَبنى الْجَوَامِع ومساجد ومدارس ومطبخاً للمسافرين وللمقيمين فِي غَالب الممالك الَّتِي تَحت سُلْطَانه وَعمر فِي الطرقات والمفاوز ومحال الْخَوْف والمقطعة سبلاً وخانات وقصوراً وجسوراً وأمثال ذَلِك من الْخيرَات العميمة وسلك سَبِيل الْعدْل والجود وَالْفضل وَالْإِحْسَان على نمط وَالِده المرحوم السَّاكِن بأعالي الْجنان وَتُوفِّي السُّلْطَان أورخان حميدا سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة
(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُرَاد خَان الْغَازِي خدا وندكار)
(ابْن السُّلْطَان أورخان)
وَجلسَ على سَرِير الْملك والسلطنة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فِي بروسا ولي السلطنة وعمره أَربع وَثَلَاثُونَ سنة وافتتح كثيرا من الْبِلَاد مِنْهَا أدرنة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَهُوَ أول من اتخذ المماليك وَسَمَّاهُمْ ينيشري يَعْنِي الْعَسْكَر الْجَدِيد وألبسهم اللباد الْأَبْيَض المثني إِلَى خلف وسماهُ بُرْكلة بِالضَّمِّ للموحدة وَسُكُون الرَّاء ثمَّ توجه إِلَى فتح قوصوة فَلَمَّا وصل إِلَيْهَا التقى الْجَمْعَانِ وانهزمت الْكفَّار ثمَّ اجْتمعت النَّصَارَى على سلطانهم أسبوت فَقَاتلهُمْ السُّلْطَان مُرَاد قتالاً عَظِيما فَقتل سلطانهم فأظهر وَاحِد من مُلُوكهمْ الطَّاعَة وَتقدم ليقبل يَد السُّلْطَان فَلَمَّا قرب أخرج خنجراً فَضرب بِهِ السُّلْطَان مرَادا فاستشهد فَصَارَ من يَوْمئِذٍ لَا يدْخل على السُّلْطَان أحد بسلاح بل يدْخل بَين رجلَيْنِ يكتنفانه وَكَانَت مُدَّة سلطنته إِحْدَى وَثَلَاثِينَ سنة وَفِي مورد اللطافة فِيمَن ولي السلطنة والخلافة عَن السُّلْطَان مُرَاد مَا نَصه كَانَ ملكا جَلِيلًا ذَا هَيْبَة وعظمة وَشدَّة بَطش فتح الممالك الْعَظِيمَة كقلعة نكبولي وَنَحْوهَا وحاصر الفرنج برا وبحراً وضيق عَلَيْهِم المسالك فَانْتدبَ لحربه بعض مُلُوكهمْ فَلَمَّا التقى الْجَمْعَانِ وتصاف العسكران تحاربا وتعاركا وتضاربا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute