(فِي ذكر أَزوَاجه الطاهرات أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وسراريه)
لَا خلاف بَين أهل السّير وَالْعلم بالأثر أَن أَزوَاجه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام اللَّاتِي دخل بِهن إِحْدَى عشرَة امْرَأَة سِتّ من قُرَيْش وَأَرْبع عربيات وَوَاحِدَة من بني إِسْرَائِيل من سبط هَارُون بن عمرَان وَهِي صَفِيَّة بنت حييّ بن أَخطب وكونهن أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ إِنَّمَا هُوَ فِي تَحْرِيم نِكَاحهنَّ وَوُجُوب احترامهن لَا فِي جَوَاز النّظر إلَيْهِنَّ وَالْخلْوَة بِهن لَا يُقَال بناتهن أَخَوَات الْمُؤمنِينَ وَلَا آباؤهن وَلَا أمهاتهن أجداد وجدات الْمُؤمنِينَ وَلَا إخوتهن وأخواتهن أخوال وخالات الْمُؤمنِينَ قَالَ الْبَغَوِيّ هن أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ من الرِّجَال دون النِّسَاء روى ذَلِك عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت فِي قَضِيَّة أَنا أم رجالكم لَا أم نِسَائِكُم وَهُوَ جَار على الصَّحِيح عَن أَصْحَابنَا وَغَيرهم من أهل الْأُصُول أَن النِّسَاء لَا يدخلن فِي خطاب الرِّجَال وَقَالَ وَكَانَ
أَبَا للرِّجَال وَالنِّسَاء وَيجوز أَن يُقَال أَبُو الْمُؤمنِينَ فِي الْحُرْمَة وفضلت زَوْجَاته عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام على النِّسَاء وثوابهن وعقابهن مضاعف وَلَا يحل سؤالهن إِلَّا من وَرَاء الْحجاب وأفضلهن خَدِيجَة وَعَائِشَة وَيَأْتِي تَحْقِيق ذَلِك قَرِيبا انْتهى ولنذكرهن على تَرْتِيب تزَوجه بِهن عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فأولهن خَدِيجَة ثمَّ سَوْدَة بنت زَمعَة ثمَّ عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا ثمَّ حَفْصَة بنت عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُمَا ثمَّ زَيْنَب بنت خُزَيْمَة ثمَّ أم سَلمَة ثمَّ زَيْنَب بنت جحش ثمَّ جوَيْرِية بنت الْحَارِث ثمَّ أم حَبِيبَة رَملَة بنت