للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بكنس الْمَسْجِد من الْحِجَارَة وَالدَّم وَسَار إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَت فِي عمله فَأَقَامَ بهَا شَهْرَيْن وَأرْسل إِلَى الْحسن بن الْحسن فَقَالَ هَات سيف رَسُول الله

وَدِرْعه فَقَالَ لَا أفعل قَالَ فجَاء الْحجَّاج بِالسَّوْطِ والعصا وَالسيف وَقَالَ وَالله لأضربنك بهَا حَتَّى تبرد أَو فأتني بهما فَقَالَ النَّاس يَا أَبَا مُحَمَّد لَا تتعرض لهَذَا الْجَبَّار فجَاء الْحسن بِسيف رَسُول الله

وَدِرْعه فوضعهما بَين يَدَيْهِ فَأرْسل الْحجَّاج إِلَى رجل من آل أبي رَافع فَقَالَ لَهُ هَل تعرف سيف رَسُول الله

قَالَ نعم فخلطه بأسياف ثمَّ قَالَ لَهُ أخرجه فَأخْرجهُ ثمَّ جَاءَ بالدرع فَنظر إِلَيْهَا فَقَالَ هُنَاكَ عَلامَة كَانَت على الْفضل ابْن عَبَّاس يَوْم اليرموك فطعن بِحَرْبَة فخرقت الدرْع فرفعوها فوجدوا الدرْع كَمَا قَالَ فَقَالَ الْحجَّاج لِلْحسنِ أَنا وَالله لَو لم تجئني بِهِ وَجئْت بِغَيْرِهِ لضَرَبْت بِهِ رَأسك وأساء إِلَى أَهلهَا وَقَالَ أَنْتُم قتلة عُثْمَان وَختم أَيدي جمَاعَة من الصَّحَابَة بالرصاص اسْتِخْفَافًا بهم كَمَا يفعل بِأَهْل الذِّمَّة مِنْهُم جَابر بن عبد الله وَأنس بن مَالك وَسَهل بن سعد ونقلت عَنهُ فِي ذمّ الْمَدِينَة أَقْوَال قبيحة أمره فِيهَا إِلَى الله تَعَالَى وَقيل إِن ولَايَة الْحجَّاج وَمَا فعل فِيهَا كَانَت سنة أَربع وَسبعين وَإِن عبد الْملك عزل عَنْهَا طَارِقًا وَاسْتَعْملهُ ثمَّ هدم الْحجَّاج بِنَاء الْكَعْبَة الَّذِي بناه ابْن الزبير وَأخرج الْحجر مِنْهُ وَأَعَادَهُ إِلَى الْبناء الَّذِي أقره عَلَيْهِ النَّبِي

وَهُوَ بِنَاء قِرْش وَلم يصدق ابْن الزبير فِي الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ عَن عَائِشَة فَلَمَّا صَحَّ ذَلِك عِنْد عبد الْملك قَالَ وددت أَنِّي تركته وَمَا عمل

(ولَايَة الْمُهلب حَرْب الْأزَارِقَة)

وَلما عزل عبد الْملك خَالِد بن عبد الله عَن الْبَصْرَة وَاسْتعْمل مَكَانَهُ أَخَاهُ بشر بن مَرْوَان وَجمع لَهُ المصرين أمره أَن يبْعَث الْمُهلب إِلَى حَرْب الْأزَارِقَة فِيمَن ينتخبه من أهل الْبَصْرَة ويتركه ورأيه فِي الْحَرْب وَأَن يبْعَث من أهل الْكُوفَة رجلا شريفاً

<<  <  ج: ص:  >  >>