قدومه سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة ثمَّ وَقعت الْفِتْنَة بَينه وَبَين معز الدولة وَقبض عَلَيْهِ وسمل عَيْنَيْهِ وَسبب ذَلِك أَن معز الدولة بلغه أَن المستكفي قد دبر على هَلَاكه فَدخل وَقبل الأَرْض ثمَّ قبل يَده وَطرح لَهُ كرسيُّ فَجَلَسَ عَلَيْهِ ثمَّ تقدم إِلَيْهِ رجلَانِ من الديلم ومدا أَيْدِيهِمَا إِلَى المستكفي فَظن أَنَّهُمَا يُريدَان تَقْبِيل يَده فَمدَّهَا إِلَيْهِمَا فجذباه من أَعلَى السرير وَجعلا عمَامَته فِي عُنُقه ثمَّ سحب لى دَار معز الدولة فاعتقله ثمَّ خلعه وسمل عَيْنَيْهِ فَصَارَ ثَالِثا للأولين قبله وانتهبت دَار الْخلَافَة حَتَّى لم يبْق فِيهَا شَيْء وَكَانَ خلعه فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَمُدَّة خِلَافَته سنة وَاحِدَة وَأَرْبَعَة أشهر ويومان وعمره سِتّ وَأَرْبَعُونَ سنة وشهران وَكَانَت وَفَاته فِي بَيت معز الدولة فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
(خلَافَة الطيع بِاللَّه)
الْفضل بن المقتدر بن المعتضد ضعفت فِي زَمَنه الْخلَافَة وَكَاد ينمحي رسمها وَلَا يذكر اسْمهَا وَغلب على الْأَمر معز الدولة والمطيع لَا نهى لَهُ وَلَا أَمر وَلَا خلَافَة تذكر وَعين لَهُ معز الدولة فِي كل يَوْم مائَة دِينَار فَهَذَا كَانَ حَظه من الْخلَافَة وانقطعت الْخطْبَة لبني الْعَبَّاس فِي مصر وَالشَّام والحجاز وَغلب على الْمُطِيع مرض الفالج واشتدت زمانته فَجعل ابْنه ولي عَهده مَعَ ضعف حَاله وَتُوفِّي فِي أَيَّامه معز الدولة سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة فَقَامَ وَلَده عز الدولة بختيار مقَام وَالِده وقلده الْمُطِيع مَوضِع أَبِيه وخلع عَلَيْهِ فاستقل بالأمور كأبيه وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين توفّي كافور الإخشيدي صَاحب مصر وفيهَا قدم جَوْهَر الْقَائِد الرُّومِي غُلَام الْمعز لدين الله الفاطمي صَاحب إفريقية إِلَى مصر وَأقَام بهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute