يسمع أَن امْرَأَة قتلت أَبَاك وِلَادَته سنة ثِنْتَيْنِ من الْهِجْرَة بُويِعَ فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَت الشَّوْكَة وَالْغَلَبَة لِابْنِ الزبيير مدَّته خَمْسَة عشر شهرا وَقيل عشرَة أشهر وَفَاته فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ عمره ثَلَاث وَسِتُّونَ وَقيل أَربع وَسِتُّونَ وَقد كَانَ بَايع لوَلَده عبد الْملك ثمَّ بعده لوَلَده الآخر عبد الْعَزِيز وَالِد عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
(وثوب الْمُخْتَار بِالْكُوفَةِ وأخباره)
لما قتل سُلَيْمَان بن صرد وَقدم الشِّيعَة إِلَى الْكُوفَة وَكَانَ الْمُخْتَار مَحْبُوسًا كَمَا مر كتب إِلَيْهِم من السجْن يعدهم ويمنيهم ويعرفهم أَن الَّذِي بَعثه ابْن الْحَنَفِيَّة لطلب الثأر فَقَرَأَ كِتَابه رِفَاعَة بن شَدَّاد والمثنى بن مخرمَة الْعَبْدي وَسعد بن حُذَيْفَة بن الْيَمَان وَيزِيد بن أنس وَأحمد بن شميط البَجلِيّ وَعبد الله بن شَدَّاد البَجلِيّ وبعثوا إِلَيْهِ عبيد الله بن كَامِل مِنْهُم إِنَّا بِحَيْثُ نسرك وَإِن شِئْت أَن نَأْتِيك ونخرجك من الْحَبْس فعلنَا فسر بذلك وأمهلهم ثمَّ شفع فِيهِ ابْن عمر إِلَى عبد الله بن يزِيد وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة فَأطلق واستحلفاه أَلا يخرج عَلَيْهِم وَنزل بداره وَاخْتلفت إِلَيْهِ الشِّيعَة وَبَايَعُوهُ وَقَوي أمره ثمَّ عزل ابْن الزبير إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة وَعبد الله بن يزِيد وَاسْتعْمل على الْكُوفَة عبد الله ابْن مُطِيع فَقَدمهَا فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وخطب النَّاس بِأَن ابْن الزبير أمره أَلا يقسم فيئهم فِي غَيرهم وَأَن يسير فيهم بسيرة عمر وَعُثْمَان ثمَّ توعدهم على الْخلاف فَقَالُوا أما فيئنا فَلَا يكون غير ذَلِك وَأما السِّيرَة فسيرة عَليّ الَّتِي سَار بهَا فِي بِلَادنَا وَلَا حَاجَة لنا فِي سيرة عُثْمَان وَلَا عمر فَقَالَ ابْن مُطِيع نسير بِكُل سيرة ترضونها ثمَّ بلغه أَن الْمُخْتَار يَدْعُو لأهل الْبَيْت وبمن اجْتمع لَهُ وأشاروا عَلَيْهِ بحبسه