وَكَانَت لَيْلَة المتَوَكل يضْرب بهَا الْمثل فِي السرُور الَّذِي يعقبه ترح يُقَال مَاتَ بليلة المتَوَكل كَانَ قَتله لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لليلتين مضتا من شهر شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ أول مقتول بمعرة وَلَده الْمُنْتَصر بعد قتل الْأمين بِمُبَاشَرَة طَاهِر بن الْحُسَيْن كَانَت مُدَّة خِلَافَته أَربع عشرَة سنة وتّسعة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام وَكَانَ عمرهُ أَرْبَعِينَ سنة وشهراً وَقيل إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة
(خلَافَة الْمُنْتَصر بِاللَّه)
مُحَمَّد بن المتَوَكل جَعْفَر بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أخي السفاح بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب بُويِعَ بالخلافة فِي اللَّيْلَة الَّتِي قتل فِيهَا أَبوهُ وَمن الْغَد الْبيعَة الْعَامَّة وَلما ولي خلع أَخَوَيْهِ المعتز والمؤيد من ولَايَة الْعَهْد الَّتِي عقدهَا لَهما أَبوهُ المتَوَكل وَأظْهر الْعدْل والإنصاف فِي الرّعية فمالت ليه النُّفُوس والقلوب مَعَ هيبتهم لَهُ وَكَانَ محببَاً إِلَى العلويين وصُولا لَهُم باراً بهم أَزَال مِمَّن آل أبي طَالب مَا كَانُوا فِيهِ من الْخَوْف والمحنة بمنعهم من زِيَارَة قبر الْحُسَيْن ورد فدك عَلَيْهِم فَقَالَ يزِيد المهلبي فِي ذَلِك يمدحه // (من الْكَامِل) //