للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَنْصُور معتقلاً إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَت مدَّته سنتَيْن وَسَبْعَة أشهر واثنين وَعشْرين يَوْمًا كَانَ كثير اللَّهْو فاستولى عَلَيْهِ أكَابِر الدولة وحبسوه كَمَا تقدم

(ثمَّ تولى الْملك المظفر سيف الدّين قطز)

بُويِعَ عَام سبع وَخمسين وسِتمِائَة وَهُوَ ب مصر المحروسة وَله ولَايَة الشَّام وحلب وَجَمِيع مَا كَانَ لمخدومه فَلَمَّا وصل الْخَبَر بِأَن التتار وصلوا دمشق مَعَ استمرارهم على قتل الْمُسلمين وتعطيل شَعَائِر الدّين تجهز الْملك المظفر الْمَذْكُور فِي جيوش عَظِيمَة ومقدمها الظَّاهِر بيبرس فَالتقى الْجَمْعَانِ عِنْد عين جالوت يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة وانتصر الْمُسلمُونَ وَهزمَ التتار وَقتلُوا شَرّ قتلة ثمَّ ولوا الأدبار وَالنَّاس يتخطفونهم ثمَّ جَاءَ كتاب الْملك المظفر إِلَى دمشق بالنصر فطار النَّاس فَرحا ثمَّ دخل المظفر إِلَيْهَا مؤيداً منصوراً وأحبه النَّاس غَايَة الْمحبَّة فمهد أمورها وَأصْلح مَا فسد من شَأْنهَا وَهُوَ أول من ملك الْبِلَاد الشامية من مُلُوك التّرْك بديار مصر لِأَن الشَّام جَمِيعه فِي تصرف النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وَغَيره من بني أَيُّوب من بعده وَاتبع بيبرس آثَار التتار حَتَّى أخرجهم من حلب وطردهم عَن الْبِلَاد ثمَّ وَقعت الوحشة بَينه وَبَين بيبرس لِأَنَّهُ وعده ولَايَة حلب ثمَّ أخلفه فاتفق أَن الْمظهر قطز لما عَاد إِلَى مصر صَار إِلَى التصيد فَرَأى أرنباً فساق خلف الأرنب وسَاق وَرَاءه جمَاعَة من الْأُمَرَاء قد اتَّفقُوا على قَتله وَكَبِيرهمْ بيبرس البندقداري وَمَعَهُ آبض فَلَمَّا دنوا مِنْهُ وَلم يبْق عِنْد قطز غَيرهم تقدم إِلَيْهِ بيبرس وشفع عِنْده شَفَاعَة فقبلها المظفر فَأَهوى بيبرس على يَده ليقبلها فَقبض عَلَيْهِ وَحمل عَلَيْهِ آبض فَضَربهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>