للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَذَا مَا قَالَ بق ثمَّ يحضر الْأُمَرَاء الْكِبَار وَيَأْمُر بذبحهم فِي الدِّيوَان فَصَارَ الشَّخْص مِنْهُم إِذا أضجع للذبح صَوت صَوت الْغنم فيضحك ويطلقه وَكَانَت لَهُ حركات من هَذِه الخرافات مِنْهَا مَا يضْحك وَمِنْهَا مَا يبكي إِلَى أَن سقط من أعين النَّاس والعسكر وسطوا عَلَيْهِ كَمَا سَطَا بالحسام الأبتر وسلخوه من الْملك كَمَا سلخ الضعيفة بالخنجر ومزقوه كل ممزق ولعذاب الْآخِرَة أكبر وسبت قَتله أَنه من غروره خرج متخفيا مُنْفَردا من خدمه وعبيده متباعداً عَن خوله وحشمه فَتوجه يمشي وَحده إِلَى بر الجزيرة فكمن لَهُ عشرَة أنفس من مماليك أَبِيه فِي خيمة على مَمَره فَلَمَّا وصل إِلَيْهِم خَرجُوا لَهُ من الْخَيْمَة فأمسكوا بلجام فرسه وضربوه بِالسُّيُوفِ إِلَى أَن قطعوه وَجَاءُوا بِهِ مقتولاً إِلَى الْقَاهِرَة ودفنوه فِي تربة أَبِيه سنة ٩٠٤ أَربع وَتِسْعمِائَة وَكَانَت مُدَّة سلطنته ثَلَاث سِنِين

(ثمَّ تولى بعده خَاله الْملك الظَّاهِر قانصوه)

وَهُوَ خَال هَذَا الْمَقْتُول وَكَانَ أُمِّيا لَا يعرف إِلَّا بِلِسَان الشركس قريب الْعَهْد بِبَلَدِهِ لانه جلب للسطان قايتباي من بِلَاده وَهُوَ كَبِير قد وحظه الشيب وَصَارَ يرقبه بِوَاسِطَة أُخْته زَوْجَة قايتباي خوندام النَّاصِر وَلَده وَهِي الَّتِي أقامته مقَام وَلَدهَا النَّاصِر وبذلت لَهُ الْأَمْوَال والخزائن وأرادت إِقَامَته وإصلاحه وَلنْ يُصلِحَ العطارُ مَا أفسَد الدهرُ فَمَا استكملته الإيالة وَمَا أهلوه للسلطنة وَالْولَايَة فخلعوه من الْملك أَوَاخِر سنهَ ٩٠٥ خمس وَتِسْعمِائَة وَكَانَت مدَّته سنة وَسَبْعَة أشهر

(ثمَّ تولى بعده السلطنة أَمِير كَبِير جانبُلاط)

وتلقب بِالْملكِ الْأَشْرَف فِي أَوَائِل سنة خمس وَتِسْعمِائَة وَلم يتهن بالسلطنة وَلَا وَافقه أحد عَلَيْهَا وخلع بعد سِتَّة أشهر

<<  <  ج: ص:  >  >>