الْحجَّاج بأمانِ النَّاس إِلَّا الْهُذيْل وَابْن حَكِيم وَأمر أَلا تتبع المنهزمون وَلحق ابْن ظبْيَان بعمان فَمَاتَ هُنَالك وَبعث الْحجَّاج بِرَأْس الْجَارُود ورءوس ثمانة عشر من أَصْحَابه إِلَى الْمُهلب ونصبت ليراها الْخَوَارِج فيتأسوا من الْخلاف وَحبس الْحجَّاج عبيد بن كَعْب وَمُحَمّد بن عُمَيْر لامتناعهما من الْإِتْيَان إِلَيْهِ وَحبس ابْن القبعثري لتحريضه عَلَيْهِ فَأَطْلقهُ عبد الْملك وَكَانَ فِيمَن قتل مَعَ ابْن الْجَارُود عبد الله بن أنس بن مَالك فَقَالَ الْحجَّاج لَا أرى إنْسَانا يعين عَليّ وَدخل الْبَصْرَة فَأخذ مَاله وجاءه أنس فأساء عَلَيْهِ وأفحش فِي شَتمه فَكتب أنس إِلَى عبد الْملك يشكوه فَكتب عبد الْملك إِلَى الْحجَّاج يشتمه ويغلظ عَلَيْهِ فِي التهديد على مَا فعل بأنس وَأَن يَجِيء إِلَى منزله ويتنصل وَإِلَّا ويتمعَّر وجبينه يرشح عرقاً ثمَّ جَاءَ إِلَى أنس بن مَالك وَاعْتذر إِلَيْهِ وَفِي غُضُون هَذِه الْوَاقِعَة خرج الزنج بفرات الْبَصْرَة وَقد كَانُوا خَرجُوا قبل ذَلِك فِي أَيَّام مُصعب وَلم يَكُونُوا بالكثير وأفسدوا الثِّمَار والزروع ثمَّ جمع لَهُم خَالِد ابْن عبد الله وافترقوا قبل أَن ينَال مِنْهُم وَقتل بَعضهم وصلبهم فَلَمَّا كَانَت هَذِه الْوَقْعَة قدمُوا عَلَيْهِم رجلَا مِنْهُم اسْمه رَبَاح ويلقب شير زنجي أَي أَسد الزنج وأفسدوا فَلَمَّا فرغ الْحجَّاج من ابْن الْجَارُود أَمر زِيَاد بن عَمْرو صَاحب الشرطة أَن يبْعَث إِلَيْهِم من يقاتلهم فَبعث إِلَيْهِم ابْنه حفصَاً فِي جَيش فَقَتَلُوهُ وَانْهَزَمَ أَصْحَابه فَبعث جيشَاً فَهزمَ الزنج وأبادهم
(مقتل ابْن مخنف وَحرب الْخَوَارِج)
كَانَ الْمُهلب وَعبد الرَّحْمَن بن مخنف واقفَينِ للخوارج برامهرمز فَلَمَّا أمدهم الْحجَّاج بالعساكر من الْكُوفَة وَالْبَصْرَة تَأَخّر الْخَوَارِج من رامهرمز إِلَى كازرون واتبعهم الْعَسْكَر حَتَّى نزلُوا بهم وَخَنْدَق الْمُهلب على نَفسه وَقَالَ ابْن مخنف وَأَصْحَابه خندقنا سوفنا فبيتهم الْخَوَارِج وَأَصَابُوا الْغرَّة فِي ابْن مخنف فقاتل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute