(فِي ذكر من ولي مَكَّة المشرفة من آل أبي طَالب إِلَى يَوْم تَارِيخه)
[ولمع من أخبارهم ونوادر حوادث أيامهم]
مَكَّة زَادهَا الله شرفاً أشهر من أَن تعرَف أَو أَن يصفها واصف أَلا أَنَّهَا انقرض سكانها من قُرَيْش بعد الْمِائَة الثَّانِيَة بالفتن الْوَاقِعَة بالحجاز من العلوية مرّة بعد أُخْرَى فأقفرت من قُرَيْش وَلم يبْق بهَا أَلا أَتبَاع بني حسن أخلاط من النَّاس ومعظمهم موَالِي سود من الْحَبَشَة والزيلع وَكَانَ أول من وَليهَا بعد الْفَتْح المحمدي عتاب بن أسيد باستخلاف مُحَمَّد
بعد الْفَتْح حِين عزمه إِلَى غَزْوَة حنين عَام ثَمَان من الْهِجْرَة وَالْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة ثمَّ خلفاء بني أُميَّة وعمالهم ثمَّ خلفاء بني الْعَبَّاس وتعداد عمالهم فَردا فَردا مَبْسُوط فِي التورايخ لَا حَاجَة بِنَا إِلَيْهِ وَكَانَ فِي خلال ذَلِك يتغلب بعض الطالبيين والعلويين عَلَيْهَا فَأول من وَليهَا مِنْهُم بالتغلب مُحَمَّد بن الْحسن بن مُعَاوِيَة بن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب عَاملا عَلَيْهَا ومؤمرّاً من جِهَة مُحَمَّد الْمهْدي الملقب بِالنَّفسِ الزكية ابْن عبد الله الْمَحْض بن الْحسن الْمثنى بن الْحسن السبط بن عَليّ بن أبي طَالب فَإِنَّهُ لما تغلب على الْمَدِينَة على الْمَدِينَة الشَّرِيفَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة فِي دولة الْمَنْصُور العباسي أَمر