الْآن ترعى حول بِلَاد بروسا أبقوها تيمناً وتبركاً وَهُوَ أول من أظهر عَظمَة هَذَا الْملك وسلك سَبِيل الْعدْل فِيهِ حَتَّى قيل فِيهِ ثَالِث العمرين وَكَانَ جميل الصُّورَة حَتَّى قيل ثَالِث القمرين وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وَأَبْنَاء السَّبِيل والأيتام فَيجمع أَنْوَاع الطَّعَام وأصناف الْحَلْوَى فيطبخ لَهُم بعد كل ثَلَاثَة أَيَّام سماطاً عَظِيما يَأْكُل مِنْهُ الْخَاص وَالْعَام مِمَّن ذكر وَغَيرهم وَكَانَ الْمَوْجُود لَهُ عِنْد مَوته فرس وَسيف وَدرع وَنَحْو ذَلِك من اللبَاس والفراش كَذَا قَالَه الْعَلامَة مُحَمَّد شلبي وَالِد أَحْمد شلبي النشانجي قَاضِي محكمَة مَكَّة الشَّرِيفَة سَابِقًا وَهُوَ ابْن أرطغرل بن سُلَيْمَان شاه وَكَانَ لجده سُلَيْمَان أَرْبَعَة أَوْلَاد مِنْهُم اثْنَان توجها إِلَى بِلَاد الْعَجم وهما سنقر ودندار وَتوجه إِلَى بِلَاد الرّوم اثْنَان أرطغرل وَكَون وقدما على السُّلْطَان عَلَاء الدّين السلجوقي وَكَانَ سُلْطَان بِلَاد قرمان فأكرمهما وَأذن لَهما فِي الْإِقَامَة وَصَارَ دأبهم الْجِهَاد فِي سَبِيل الله إِلَى أَن صَار أَمر أرطغرل إِلَى مَا صَار كَمَا تقدم ذكر ذَلِك وَخلف أرطغرل أَوْلَادًا نجباء أقواهم جأشاً السُّلْطَان عُثْمَان فاستمر إِلَى أَن توفّي سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَت مدَّته سِتا وَعشْرين سنة
(ثمَّ تولى السُّلْطَان أورخان الْغَازِي ابْن السُّلْطَان عُثْمَان خَان)
مولده سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَجلسَ على تخت السلطنة سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَفتح إزنيق وبروسا وَغَيرهمَا وَأرْسل ابْنه سُلَيْمَان باشا إِلَى روم إيلي مَعَ أَرْبَعِينَ نَفرا ففتحوا قلعة ملقرة وأبسالة وبولاير ووزه وَكَانَ السُّلْطَان أورخان فاق وَالِده فِي الْجِهَاد وَفتح الْبِلَاد وبذل الِاجْتِهَاد وَهُوَ الَّذِي افْتتح بروسا فِي حَيَاة وَالِده ثمَّ جعلهَا مقرّ سلطنته واتسعت مَمْلَكَته ونفذت كَلمته وَاجْتمعت مُلُوك النَّصَارَى وَجَمِيع الْكَفَرَة على قتال العساكر السُّلْطَانِيَّة الإسلامية واجتمعوا على أَن يتعدوا من بِلَاد روميلي إِلَى جِهَة أنادول ويقاتلوا السُّلْطَان أورخان وَكَانَ لَهُ ولد نجيب اسْمه سُلَيْمَان بك فَاسْتَأْذن وَالِده فِي قِتَالهمْ فَوَقع حَرْب شَدِيد كَانَ الظفر فِيهِ لِسُلَيْمَان بك وَهُوَ أول من كتب على السِّكَّة من آل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute