وَلَا أرى أحلامي إِلَّا فِي حِمامي فَقتل بعد أَيَّام قَائِل وَقيل فِي كفيه قَتله غير ذَلِك فَقتل فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وعمره ثَلَاث أَرْبَعُونَ سنة وَأحد عشر شهرا
(خلَافَة الراشد بِاللَّه)
مَنْصُور بن المسترشد بن المستظهر بن الْمُقْتَدِي بُويِعَ لَهُ يَوْم وَفَاة أبيعه بِعَهْد مِنْهُ فَمَكثَ مَا شَاءَ الله ثمَّ وَقع بَينه وَبَين السُّلْطَان مَسْعُود بن مُحَمَّد قَاتل وَالِده فاستخدم الراشد أجنادا كثير وتهيأ للقائه فكاتب السُّلْطَان مَسْعُود أتابك زنكي وأرتغش كَبِير جند الراشد فَأَشَارَ إِلَيْهِ بالتوقف عَن الْمسير إِلَى الْملك مَسْعُود وَأَقْبل الْملك مَسْعُود بجيوشه فَدخل بَغْدَاد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة فنهب دور الْجند وَمنع من نهب الْبَلَد واستمال الرّعية وأحضر الْقُضَاة وَالشُّهُود فقدحوا فِي الراشد بِأَنَّهُ صدرت مِنْهُ سيرة قبيحة من سفك الدِّمَاء وارتكاب الْمُنْكَرَات وَفعل مَا لَا يجوز فعله وشهدوا عَلَيْهِ بذلك فَحكم قَاضِي الْقُضَاة بخلعه فخلعوه فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ الراشد قد هرب هُوَ وأتابك زنكي إِلَى الْموصل فَطَلَبه السُّلْطَان مَسْعُود فهرب إِلَى فَارس ثمَّ دخل أَصْبَهَان وحاصرها فتمرض هُنَاكَ فَوَثَبَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الفداوية فَقَتَلُوهُ وَكَانَت مدَّته إِلَى أَن خلع سنة إِلَّا أَيَّامًا وعمره إِحْدَى وَعشْرين سنة وَقيل ثَلَاثُونَ سنة كَانَ شَابًّا أَبيض تَامّ الشكل شَدِيد الْبَطْش شُجَاع النَّفس كَرِيمًا جوادَاً فصيحاً قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ للراشد الْحسن اليوسفي وَالْكَرم الْحَاتِمِي رَحمَه الله تَعَالَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute