للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَقل لَا بل أَنا امْرُؤ لم أدر كَيفَ أَقُول فَوَثَبَ عدي إِلَى رجل الْوَلِيد يقبلهَا وَيَقُول أجرني مِنْهُ فَقَالَ الْوَلِيد لجرير لَئِن ذكرته فِي شعرك لأسرجنك وألجمنك حَتَّى يركبك فتعيرك بذلك الشُّعَرَاء قَالَ الْمَدَائِنِي آتى الْوَلِيد بن عبد الْملك بِرَجُل من بني عبس قد ذهبت عينه فَسَأَلَهُ عَن سَبَب ذَلِك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كَانَ فِي بني عبس أَكثر مني مَالا وَولدا فآتى السَّيْل فاجترف مَالِي وَوَلَدي وَبَقِي لي ولد صَغِير وبعير فَحملت الصَّبِي وند الْبَعِير فَوضعت الصَّبِي وتبعته فنخفى بِرجلِهِ ففقأ عَيْني فَرَجَعت إِلَى ابْني فَإِذا الذِّئْب يلغ من دَمه فَقَالَ الْوَلِيد اذهبو بِهِ إِلَى عُرْوَة بن الزبير ليعلم أَن فِي الدُّنْيَا من هُوَ أعظم مُصِيبَة مِنْهُ انْتهى قلت ومصيبة عُرْوَة بن الزبير فِي رجله وَولده شهيرة

(وَفَاة الْحجَّاج)

هُوَ الْحجَّاج بن يُوسُف بن الحكم بن أبي عقيل بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ أَمِير الْعرَاق أَبُو مُحَمَّد ولد سنة أَرْبَعِينَ أَو إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَ فصيحا بليغا مفوها فَاسِقًا ظلوما غشوما سافكا للدماء روى أَنه لم يرضع الثدي حَتَّى قَالَ بعض الْكُهَّان اذبحوا لَهُ ثَلَاث جدي وألعقوه بعض دَمهَا وغسلوه بِالدَّمِ فَفَعَلُوا فَلذَلِك أَتَى يحب سفك الدِّمَاء وَولد بِغَيْر مخرج فَغُورَ لَهُ مخرج بالحديد قَالَ أَبُو عَمْرو مَا رَأَيْت أحدا أفْصح من الْحجَّاج وَالْحسن بن عَليّ وَالْحسن أفْصحهما وَسَتَأْتِي عدَّة مَا قلته صبرا وَمن كَانَ فِي سجنه وَقيل فِي سَبَب ولَايَة الْحجَّاج مَا ذكر بعض المؤرخين أَن الْحجَّاج لم يزل فِي كنف أَبِيه وَكَانَ أَبوهُ رجلا نبيلا جليلَ الْقدر إِلَى أَن اتَّصل بِروح بن زنباع من أُمَرَاء عبد الْملك ثمَّ بِهِ وَلم يزل يترقى إِلَى أَن ولي الْعرَاق والمشرق وطار ذكره وَعظم سُلْطَانه وَأول مَا علم من شهامته وجوره أَن أَبَاهُ خرج من مصر يُرِيد عبد الْملك وَمَعَهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>