للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابْنه الْحجَّاج فَأقبل سليم بن عَمْرو القَاضِي وَكَانَ من أروع النَّاس وأتقاهم فَقَامَ إِلَيْهِ أَبوهُ يُوسُف فَسلم عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ أَلَك حَاجَة إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ نعم أَن تسأله يعزلني عَن الْقَضَاء فَقَالَ يُوسُف لَوَدِدْت أَن قُضَاة الْمُسلمين كلهم مثلك فَكيف أسأله ذَلِك ثمَّ انْصَرف فَقَالَ الْحجَّاج لِأَبِيهِ من هَذَا الَّذِي قُمْت إِلَيْهِ فَقَالَ هَذَا سليم بن عَمْرو قَاضِي مصر وقاصهم فَقَالَ يغْفر الله لَك يَا أَبَت أَنْت ابْن عقيل تقوم " لى رجل فِي كِنْدَة فَقَالَ وَالله إِنِّي لأرَى النَّاس مَا يرحمون إِلَّا بِهَذَا وأشباهه فَقَالَ وَالله مَا يفْسد على أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَّا هَذِه وأشباهه يَقْعُدُونَ وتقعد أليهم أَحْدَاث فَيذكرُونَ سيرة أبي بكر وَعمر فَيخْرجُونَ على أَمِير الْمُؤمنِينَ فوَاللَّه لَو أضيف إلَي هَذَا الْأَمر لسألت أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يَجْعَل لي السَّبِيل فأقتل هَذَا وأشباهه فَقَالَ لَهُ اتَّقِ الله يَا بني وَالله إِنِّي لأَظُن أَن الله خلقك شقيُّاً وَأول مَا أعجب بِهِ عبد الْملك مِنْهُ أَنه كَانَ قد اتَّصل بِروح بن زنباع وَصَارَ من جملَة شرطته وَكَانَ روح بن زنباع بِمَنْزِلَة نَائِب عبد الْملك توجه إِلَى الجزيرة لقِتَال زفر بن الْحَارِث عِنْدَمَا عصى عَلَيْهِ بقرقيسيا فَأمر رواح بن زنباع جمَاعَة من أَصْحَاب شرطته يحثون الْمُتَأَخِّرين عَن الْعَسْكَر فِي كل منزل وَكَانَ الْحجَّاج من جُمْلَتهمْ فَمر يَوْمًا بعد رحيل الْعَسْكَر بِجَمَاعَة من خواصِّ روح فِي خيمة يَأْكُلُون فَأَمرهمْ بالرحيل فسخروا مِنْهُ أَولا لمحلهم وثانية لمحل سيدهم وَقَالُوا لَهُ انْزِلْ كُلْ واسكُتْ فَضرب بِسَيْفِهِ أطناب الْخَيْمَة فَسَقَطت عَلَيْهِم وَأطلق فِيهَا نَارا فأحرقت أثاثهم فقبضوا عَلَيْهِ وأتو بِهِ روح بن زنباع وَسمع عبد الْملك الْخَبَر وَطَلَبه وَقَالَ من فعل هَذَا بغلمان روح فَقَالَ أَنْت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أمرتنا بِالِاجْتِهَادِ فِيمَا وليتنا فَفَعَلْنَا مَا أمرت بِهَذِهِ الفعلة يرتدعُ من بَقِي من الْعَسْكَر وَمَا على أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يعوضهم مَا احْتَرَقَ وَقد قَامَت الْحُرْمَة وَتمّ المُرَاد فأعجب عبد الْملك ذَلِك وَقَالَ إِن شرطيكم لجلد ثمَّ أقره على مَا هُوَ عَلَيْهِ وَلما طَال الْحصار والقتال بَينه وَبَين زفر بن الْحَارِث أرسل عبد الْملك رَجَاء بن حَيْوَة وَجَمَاعَة مِنْهُم الْحجَّاج إِلَى زفر يَدعُوهُ إِلَى الصُّلْح فَأتوا بِالْكتاب وَقد حضرت الصَّلَاة فَقَامَ رَجَاء فصلى مَعَ زفر وصَلى الْحجَّاج وَحده فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ لَا أُصَلِّي مَعَ مُنَافِق خَارج عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ وبارز عَن طَاعَته فَسمع ذَلِك

<<  <  ج: ص:  >  >>