للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ثمَّ تولى السُّلْطَان عُثْمَان بن أَحْمد خَان بن مُحَمَّد خَان)

فَهُوَ ابْن أخي السُّلْطَان مصطفى بن مُحَمَّد وَجلسَ على تخت الْملك ثَالِث ربيع الأول سنة ١٠٢٨ ثَمَان وَعشْرين وَألف تولى بعد الْقَبْض على عَمه مصطفى فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَكَانَ عَالما فَاضلا شجاعاً مُطَاعًا شريفاً يَدُور بِالسَّيْفِ والسنان ويحمي بطوقه وطوعه بَيْضَة الْإِسْلَام وَالْإِيمَان ثمَّ شغب الْجند على قزلار أغاسي فنفوه إِلَى مصر بعد أَن أَرَادوا قَتله وَكَانَ مقرب الحضرة السُّلْطَانِيَّة ومدبر الدولة العثمانية ثمَّ قبضوا على السُّلْطَان عُثْمَان وأحضروا عَمه مصطفى وأجلسوه على تخت السلطنة ثَانِيًا وَقتلُوا عُثْمَان وَكَانَت سنه حِين التَّوْلِيَة نَحْو عشر سِنِين وسنه عِنْد الْقَتْل نَحْو تسع عشرَة سنة وَسبب قَتله أَنه عزم على الْحَج سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَألف وصمم على ذَلِك وَأمر بالخيام وَالْمُضَارب والوطاق أَن يضْرب ظَاهر الْقُسْطَنْطِينِيَّة فأجمع رأى أَرْبَاب دولته وأركان سلطنته على خلعه إِن لم يرجع فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وأشاروا عَلَيْهِ بِالتّرْكِ وَقَالُوا إِنَّك غزوت الفرنج وقتلتهم وسبيتهم وَفِي قُلُوبهم مِنْك أَمر عَظِيم فنخاف بعد عزمك وانفصالك عَن التخت إِلَى الْحجاز مَعَ بعد الْمسَافَة أَن تثب الفرنج على المملكة ويصعب خُرُوجهمْ مِنْهَا مَعَ أَن هَذَا لَيْسَ قانون آبَائِك وأجدادك وخوفوه بذلك فَلم يمْتَنع وصمم على الْعَزْم إِلَى الْحَج وَخرج لذَلِك وسلك أول طرق هَذِه المسالك فَكتب لَهُ الثَّوَاب وَحصل لَهُ أجر الْقَصْد فِي الْحَال والمآب قَالَ تَعَالَى {وَمَن يخرُج مِن بيتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللهِ ورَسُوله} النِّسَاء ١٠٠ الْآيَة فَلَمَّا عرفُوا مِنْهُ التصميم قَتَلُوهُ وأعادوا عَمه السُّلْطَان مصطفى كَمَا ذكرنَا كَذَا فِي منهل الظمان لأخبار دولة آل عُثْمَان للشَّيْخ الْعَلامَة مُحَمَّد عَليّ بن عَلان وَكَانَ قَتله يَوْم الْخَمِيس سَابِع رَجَب الأصب من سنة ١٠٣١ وَفِيه يَقُول بعض أدباء الشَّام مؤرخاً // (من الوافر) //

(قضَى عُثْمَانُ سُلْطَانُ البَرَايَا ... بأَسْيَافِ العَساكِرِ والجُنُودِ)

(وَوَافَتْهُ المَنِيَّةُ فِي السَّرَايا ... مؤرَّخةً كَعُثْمَانَ الِشَّهِيْدِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>