للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(خلَافَة الْهَادِي)

مُوسَى بن الْمهْدي مُحَمَّد بن الْمَنْصُور عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب بن هَاشم كَانَ شجاعاً كَرِيمًا وَكَانَ فِي صغره لَا يزَال فاتحاً فَمه خلقةَ فَوكل أَبوهُ غُلَاما ينبهه على إطباق فَمه كلما رَآهُ فاتحه فَيَقُول لَهُ مُوسَى أَطبقْ فَكَانَ يُقَال لَهُ لذَلِك فِي صغره مُوسَى أطبق كَانَت وِلَادَته سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقَالَ سلم الخاسر جَامعا بَين التهنئة للهادي بالخلافة والعزاء بِأَبِيهِ الْمهْدي مُحَمَّد فَقَالَ من // (الطَّوِيل) //

(لَقَدْ قَامَ مُوسَى بِالخِلَافَةِ والهُدَى ... وَمَاتَ أميرُ الْمُؤمنِينَ مُحَمَّدُ)

(فَمَاتَ الَّذِي عَمَّ البريَّة فَقَدُهُ ... وقَامَ الَّذِي يَكْفِيكَ مَنْ تتفقَّدُ)

وَقَالَ مَرْوَان بن أبي حَفْصَة من // (الطَّوِيل) //

(لَقَدْ أَصْبَحَتْ تختالُ فِي كُلِّ بلدةٍ ... بقَبْرِ أميرِ المؤمنينَ المَقَابِرُ)

(وَلَو لم تُسَكَّنْ بِابْنِهِ بَعْدَ موتِهِ ... لَمَا بَرحَتْ تَبْكِي عَلَيْهِ المنابرُ)

(وَلَو لم يَقُمْ موسَى عليهَا لَرجَّعَتْ ... حَنِينًا كَمَا حَنَّ الصفايا العَشَائِرُ)

بُويِعَ بالخلافة بعد موت أَبِيه وَكَانَ الْهَادِي مُقيما بجرجان يحارب أهل طبرستان وَكَانَ الرشيد لما توفّي الْمهْدي والعسكر مَعَه بماسبذان نَادَى فِي النَّاس بالعطاء تسكيناً لَهُم وَقسم فيهم فَلَمَّا استوفوها تنادوا بِالرُّجُوعِ إِلَى بَغْدَاد وتسابقوا إِلَيْهَا واستيقنوا موت الْمهْدي فَأتوا بَاب الرّبيع وأحرقوه وطالبوه بالأرزاق وفتقوا السجون وَقدم الرشيد بَغْدَاد فِي أَثَرهم فَبعث الخيزران إِلَى الرّبيع وَيحيى فَامْتنعَ يحيى خوفًا من غيرَة الْهَادِي وَأمر الرّبيع بِسنتَيْنِ للجند فسكنوا وَكتب الْهَادِي إِلَى الرّبيع يتهدده فَاسْتَشَارَ يحيى فِي أمره وَكَانَ يَثِق بوده فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِأَن يبْعَث ابْنه الْفضل يعْتَذر عَنهُ ويصحبه الْهَدَايَا واللطف فَفعل فَرضِي الْهَادِي عَنهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>