للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ثمَّ تولى السُّلْطَان مُرَاد الثَّالِث ابْن السُّلْطَان سليم)

(ابْن السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان)

وَجلسَ بعد وَفَاة وَالِده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة كَانَ مولده الشريف سنة إِحْدَى وَخمسين وَتِسْعمِائَة وَبِذَلِك انتظم فِي سلك كَرِيمَة قَوْله تَعَالَى {وَلَقَد كَتَبنا فِي اَلزبور مِن بَعدِ اَلذِكِر أَن الأَرْض يَرِثهَا عبادى الصلحون} الْأَنْبِيَاء ١٠٥ بِحِسَاب الْجمل لِأَن لفظ الذّكر تِسْعمائَة وَأحد وَخَمْسُونَ وَالْقَاعِدَة فِي ذَلِك مقررة فِي محلهَا ثمَّ ظهر من خَالق السَّمَوَات عنايات لَهُ وخصوصيات مِنْهَا أَنه نَشأ فِي ظلّ وَالِده وجده الْمَذْكُورين على مهاد الْعِزّ وَالسُّلْطَان فِي حِجْر الْخلَافَة راضعاً ثدي الْعلم والعرفان لم تعلم لَهُ صبوة مَعَ توفر دواعيها وَلم يتَنَاوَل شَيْئا من الْمُحرمَات بل وَلَا من المكروهات لما فِيهَا حَتَّى قَالَ أعاظم عرفاء الْعَصْر مَوْلَانَا الْمشَار إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي هَذَا الدَّهْر وَمِنْهَا أَنه مُنْذُ ترعرع فِي شبابه صانه الله عَن الْمُحَاربَة والمخاصمة الناشئة عَن حظوظ النَّفس وَحب الرِّئَاسَة وَاسْتعْمل نَفسه فِي الْعلم وَالْعَمَل ثمَّ فِي الاستعداد للخلافة الإسلامية مَعَ كَمَال النزاهة والعفة والنفاسة وَمِنْهَا أَن طَرِيقَته فِي الملبس والمأكل وَالْمشْرَب والمركب طَريقَة الصَّالِحين والزهاد مَا عدا مَا فِيهِ خلل لنظام الْملك أَو ضَرَر للعباد وَكَانَ جُلُوسه على تخت الْخلَافَة الإسلامية فِي ثامن شهر رَمَضَان فِي الْيَوْم الَّذِي توفّي أَبوهُ فِيهِ من عَام اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة فَجَلَسَ جُلُوسًا جَامعا لفضل الزَّمَان وَالْمَكَان والافتنان فِي فعل الْخيرَات والمرتبات فِي مباديه مِمَّا فعله أسلافه فِي غاياتهم مِمَّا لَا شكّ فِيهِ ومنحه الله تَعَالَى من كَثْرَة الْخراج والخزائن والعساكر مَا لم يجمعه أحد من أسلافه الأكابر فَإِذا عزم على فتح أعظم الممالك جهز شرذمة من عساكره المنصورة فَفتح كل صَعب المسالك وَمن النِّعْمَة الْعُظْمَى إتْمَام عمَارَة الْمَسْجِد الْحَرَام وَكَانَ ترميمه فِي زمَان جده مَوْلَانَا السُّلْطَان سُلَيْمَان ثمَّ كَانَ ابْتِدَاء هَدمه وتعميره فِي زمَان وَالِده السُّلْطَان سليم

<<  <  ج: ص:  >  >>