وَأمر لَهَا بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وردهَا إِلَى الْأَعرَابِي بِعقد صَحِيح انْتَهَت قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات افتخر الْحسن بن عَليّ فِي مجْلِس مُعَاوِيَة فَقَالَ أَنا ابْن مَاء السَّمَاء وعروق الثرى وَابْن من سَاد أهل الدُّنْيَا بالحسب الثاقب والشرف الْفَائِق والقدم السَّابِق أَن ابْن من لرضاه رَضِي الرَّحْمَن ثمَّ رد وَجهه للخصم فَقَالَ هَل لَك أَب كَأبي أَو قديم كقديمي فَإِن تَقُلْ لَا تُغْلَبْ وَإِن تقل نعم تكذب فَقَالَ الْخصم لَا تَصْدِيقًا لِقَوْلِك فَقَالَ سيدنَا الْحسن من // (الْكَامِل) //
(أَلْحَقُّ أَبْلَجُ لَا تَزِيغُ سَبِيلُهُ ... والحقُّ تَعْرِفُهُ أَولُو الأَلْبَابِ)
وَقَالَ مُعَاوِيَة يومَاً وَعِنْده أَشْرَاف النَّاس من قُرَيْش وَغَيرهم أخبروني بأكرم لناس أَبَا وَأما وَعَما وعمَّة وخالَا وَخَالَة وجدا وجدةَ فَقَامَ مَالك بن العجلان وَأَوْمَأَ إِلَى الْحسن فَقَالَ هَا هُوَ ذَا ابْن عَليّ بن أبي طَالب وَأمه فَاطِمَة بنت رَسُول الله
وَعَمه جَعْفَر الطيار وَعَمَّته أم هَانِئ بنت أبي طَالب وخاله لقاسم ابْن رَسُول الله
وجده رَسُول الله وجدته خَدِيجَة بنت خويلد فَسكت الْقَوْم ونهض الْحسن فَقَامَ رجل من بني سهم فأنبَ ابْن العجلان على مقَالَته فَقَالَ ابْن العجلان مَا قلتُ إِلَّا حقُّاً وَمَا أحد من النَّاس يطْلب مرضات مَخْلُوق بِمَعْصِيَة الْخَالِق إِلَّا لم يُعْطه الله أمْنِيته فِي دُنْيَاهُ وَلم يخْتم لَهُ إِلَّا بالشقاء فِي أخراه بَنو هَاشم أرواكم عوداً وأوراكم زنداً كَذَلِك يَا مُعَاوِيَة فَقَالَ اللَّهُمَّ نعم
(عهد مُعَاوِيَة لِابْنِهِ يزِيد بالخلافة)
ذكر ابْن الْجَوْزِيّ بِسَنَدِهِ قَالَ قَدِمَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة على مُعَاوِيَة فَشَكا إِلَيْهِ الضعْف واستعفاه فأعفاه وَأَرَادَ أَن يولي سعيد بن الْعَاصِ وَقَالَ أصحب الْمُغيرَة للْمُغِيرَة إِن مُعَاوِيَة قلاك فَقَالَ لَهُم رويدا ونهض إِلَى يزِيد وَعرض لَهُ الْبيعَة وَقَالَ ذهب أَعْيَان الصَّحَابَة وكبراء قُرَيْش وذَوُو أسنانهم وَإِنَّمَا بَقِي أبناؤهم وَأَنت مني أفضلهم وَأَحْسَنهمْ رَأيا وسياسة وَمَا أَدْرِي مَا أيمنع أَمِير الْمُؤمنِينَ من العَقْدِ لَك فأَدْلَى ذَلِك يزِيد إِلَى أَبِيه فاستدعاه وفاوضه فِي ذَلِك فَقَالَ قد رَأَيْت مَا كَانَ من الِاخْتِلَاف وَسَفك الدِّمَاء بعد عُثْمَان وَفِي يزِيد ابْنك خلف فاعقد لَهُ يكون كهفاً للنَّاس بعْدك فَلَا يكون فتْنَة وَلَا سفك للدماء وَأَنا أكفيك لكوفة وَيَكْفِيك زِيَاد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute