للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(خلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ أبي الحسنين عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ)

هُوَ عَليّ بن أبي طَالب بن عبد الْمطلب بن هَاشم أقربهم إِلَى رَسُول الله

نسبا يجْتَمع مَعَه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي عبد الْمطلب الْجد الْأَدْنَى وينسب إِلَى هَاشم فَيُقَال الْقرشِي الْهَاشِمِي ابْن عَم رَسُول الله

لِأَبَوَيْهِ وَأَخُوهُ بالمؤاخاة وصهره على ابْنَته وَأَبُو السبطين وَأول هاشمى ولد بَين الهاشمين وَأول خَليفَة من بني هَاشم وَأحد الْعشْرَة المبشرين بِالْجنَّةِ وَأحد السِّتَّة أَصْحَاب الشورى وَأحد الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وَأحد الْعلمَاء الربانيين والشجعان الْمَشْهُورين والزهاد الْمَذْكُورين والسابقين إِلَى الْإِسْلَام لم يسْجد لصنم قطّ وَبَات لَيْلَة الْهِجْرَة على فرَاشه

يَقِيه بِنَفسِهِ وَخَلفه بِمَكَّة ليرد الودائع الَّتِي كَانَت عِنْده

وَكَانَ يحمل راية رَسُول الله

الْعُظْمَى فِي الْقِتَال فيتقدم بهَا فِي نحر الْعَدو وَشهد مَعَه الْمشَاهد كلهَا وأبلى فِيهَا بلَاء حسنا وَبَايَعَهُ على الْمَوْت وَكَانَ أَشْجَع النَّاس مَا بارز أحدا قطّ إِلَّا قَتله وَكَانَ إِذا ورد عَلَيْهِ مَال لم يتْرك مِنْهُ شَيْئا حَتَّى يقسمهُ وَكَانَ يكنس بَيت المَال ليصلى فِيهِ وَلَا يخص بالولايات إِلَّا أهل الديانَات وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِذا لم يغز بِنَفسِهِ لم يُعْط سلاحه إِلَّا عليا وَشهد لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِالشَّهَادَةِ فِي تَحْرِيك حِراء روى أَن مُعَاوِيَة قَالَ لِضِرَار يَا ضرار صف لي عليا قَالَ أعفني يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ مُعَاوِيَة لتصفنه قَالَ ضرار أما إِذْ لَا بُد من وَصفه كَانَ وَالله بعيد المدى شَدِيد القوى يَقُول فصلا وَيحكم عدلا وتتفجر ينابيع الْعلم من جوانبه وتنطق الْحِكْمَة من نواحيه يستوحش من الدُّنْيَا وزهرتها ويأنس إِلَى اللَّيْل ووحشته كَانَ غزير الدمعة طَوِيل الفكرة يُعجبهُ من اللبَاس مَا قصر وَمن الطَّعَام مَا خشن كَانَ فِينَا كأحدنا يجيبنا إِذا سألناه وينبئنا إِذا استنبأناه وَنحن وَالله مَعَ تقريبه إيانا وقربه منا لَا نكاد نكلمه هَيْبَة لَهُ يعظم أهل الدّين وَيقرب الْمَسَاكِين لَا يطْمع الْقوي فِي باطله وَلَا ييأس الضَّعِيف من عدله وَأشْهد لقد رَأَيْته فِي بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>