وَقيل إِن عمرا إِنَّمَا كَانَ خَلعُهُ وَقَتله حِين سَار عبد الْملك لقِتَال مُصعب طلبه أَن يَجْعَل لَهُ الْعَهْد بعده كَمَا فعل أَبوهُ فَلم يجبهُ إِلَى ذَلِك فَرجع إِلَى دمشق وَقيل كَانَ عبد الْملك اسْتَخْلَفَهُ على دمشق فعصى وَامْتنع بهَا وَكَانَ قَتله سنة تسع وَسِتِّينَ
(مسير عبد الْملك إِلَى الْعرَاق ومقتل مُصعب)
وَلما صفا الشَّام لعبد الْملك اعتزم على الْعرَاق وأتته الْكتب من أَشْرَافهم يَدعُونَهُ فاستمهله أَصْحَابه فَأبى وَسَار نَحْو الْعرَاق وَبلغ مصعبَاً مسيره فَأرْسل إِلَى الْمُهلب بن أبي صفرَة وَهُوَ بِفَارِس فِي قتال الْخَوَارِج يستشيره وَقد كَانَ عزل عمر ابْن عبيد الله بن معمر عَن فَارس وَحرب الْخَوَارِج وَولى الْمُهلب مَكَانَهُ وَذَلِكَ حِين اسْتخْلف هُوَ على الْبَصْرَة وَجَاء خَالِد بن عبيد الله بن خَالِد بن أَسد إِلَى الْبَصْرَة مختفياً دَاعِيَة لعبد الْملك عِنْد مَالك بن مسمع فِي بكر بن وَائِل والأزد وأمده عبد الْملك بعيد الله بن زِيَاد بن ظبْيَان وحاربهم عمر بن عبيد الله بن معمر ثمَّ صَالحهمْ على أَن يخرجُوا خَالِدا فأخرجوه وَجَاء مُصعب وَقد طمع أَن يدْرك خَالِدا فَوَجَدَهُ قد خرج فسخط على ابْن معمر وسَب أَصْحَابه وضربهم وَهدم دُورهمْ وخلعهم وَهدم دَار مَالك بن مسمع واستباحها وعزل ابْن معمر عَن فَارس وَولى الْمُهلب وَخرج إِلَى الْكُوفَة فَلم يزل بهَا حَتَّى سَار للقاء عبد الْملك قلت هَكَذَا ذكره فِي العبر وَرَأَيْت فِي المروج مَا نَصه كَانَ مُصعب حِين صفا لَهُ الْعرَاق بعد قتل الْمُخْتَار وَأَصْحَابه خرج حَتَّى انْتهى إِلَى الْموضع الْمَعْرُوف بباجميرا مِمَّا يَلِي الجزيرة يُرِيد الشَّام لِحَرْب عبد الْملك بن مَرْوَان فَبَلغهُ مسير خَالِد بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد من مَكَّة إِلَى الْبَصْرَة فِي عدَّة من موَالِيه وَولده نَاكِثًا لبيعة أَخِيه عبد الله بن الزبير وداعية لعبد الْملك فحاربه مُصعب فَكَسرهُ فَخرج هَارِبا ببنيه حَتَّى لحق بِعَبْد الْملك وَهُوَ كَمَا ترى مخالفٌ لقَوْل صَاحب كتاب العبر