للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ثمَّ تولى الْأَشْرَف صَلَاح الدّين خَلِيل بن قلاوون)

تسلطن بعد موت أَبِيه وَاسْتمرّ إِلَى أَن خرج من الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة وَتوجه إِلَى الْبحيرَة للصَّيْد فَلَمَّا كَانَ بتروجة يَوْم السبت ثَانِي عشر محرم الْحَرَام وَقت الْعَصْر حضر إِلَيْهِ نَائِب السلطنة الْأَمِير بيدار وَمَعَهُ جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَكَانَ الْأَشْرَف قد أمره بكرَة النَّهَار أَن يمْضِي بالدهليز والعساكر إِلَى جِهَة الْقَاهِرَة وَبَقِي الْأَشْرَف وأمير شكار يتصيدان فأحاطوا بِهِ وَلَيْسَ مَعَه إِلَّا شهَاب الدّين بن الْأَشْهَل أَمِير شكار الْمَذْكُور فابتدر الْأَشْرَف بيدار وضربه بِالسَّيْفِ فَقطع يَدَيْهِ ثمَّ ضربه حسام الدّين لاجين على كتفه فَحلهَا فصاح لاجين على بيدار من يُرِيد الْملك تكون هذي ضَربته فَسقط الْأَشْرَف عَن فرسه وَلم يكن مَعَه سيف بل كَانَ فِي وَسطه بند مشدود ثمَّ جَاءَ الْأَمِير بهادر رَأس نوبَة فَأدْخل السَّيْف من أَسْفَله وشق بِهِ إِلَى حلقه وَتَركه طريحاً فِي الْبَريَّة وَاتَّفَقُوا على بيدار وحلفوا لَهُ وَمَشوا تَحت العصائب السُّلْطَانِيَّة يُرِيدُونَ الْقَاهِرَة ولقبوه بِالْملكِ الأوحد وَبَات تِلْكَ اللَّيْلَة وَأصْبح يسير إِلَى الْقَاهِرَة فَلَمَّا ارْتَفع النَّهَار إِذا بِجمع عَظِيم قد أقبل فِيهِ الْأَمِير كتبغا المنصوري والأمير حسام الدّين الأستادار وَغَيرهمَا يطْلبُونَ بيدار بِدَم أستاذهم الْأَشْرَف خَلِيل فَالْتَقوا فانكسر بيدار وَقتل وحملت الأشرفية رَأسه على رمح وعادوا إِلَى الْقَاهِرَة وَاتَّفَقُوا على سلطنة أَخِيه مُحَمَّد بن قلاوون فَكَانَت مدَّته ثَلَاث سِنِين وشهرين وَقتل سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة

(ثمَّ تولى الْملك النَّاصِر مُحَمَّد)

أَخُو الْأَشْرَف الْمَذْكُور بُويِعَ بعد قتل أَخِيه فِي الْعَام الْمَذْكُور وعمره تسع سِنِين وَهَذِه سلطنته الأولى وَاسْتقر نَائِبه فِي السلطنة الْأَمِير كتبغا المنصوري وَفِي الوزارة علم الدّين سنجر

<<  <  ج: ص:  >  >>