الْحَوْض وَأَقْبل نَحْو الْمَرْأَة لَا أَدْرِي مَا يُرِيد فَلَمَّا قرب مِنْهَا ساورها فنادتني فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَيْهِ إِذا هُوَ قد خالطها فَجئْت لأدفعه فَأخذ رَأْسِي وَوَضعه بَين ذراعه وجنبه فَمَا اسْتَطَعْت أَن أتحرك حَتَّى قضى مَا أَرَادَ ثمَّ قَامَ عَنْهَا فأطلقني بعد ثمَّ احتلب من ذوده فروى ثمَّ ذهب فاضطجع وَقَالَت الْمَرْأَة نعم الْفَحْل هَذَا لَو كَانَت لنا مِنْهُ سخلة فأمهلته حَتَّى امْتَلَأَ نوماً قُم قُمْت إِلَيْهِ فَضربت سَاقه بِالسَّيْفِ فَقطعت فَوَثَبَ فهربت وَعَلِيهِ الدَّم فَرَمَانِي بساقه فأصابت بَعِيري فَقتلته فَقَالَ عمر فَمَا فعلت الْمَرْأَة فَقَالَ الرجل الْأَعرَابِي هَذَا حَدِيث الرجل فكرر عَلَيْهِ عمر السُّؤَال مرَارًا فِي كلهَا يَقُول هَذَا حَدِيث الرجل
(خلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان ذى النورين رَضِي الله عَنهُ)
هُوَ عُثْمَان بن عَفَّان بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف الْقرشِي الْأمَوِي العبشمي يجْتَمع مَعَ رَسُول الله
فِي جده عبد منَاف فَهُوَ أقربهم إِلَى رَسُول الله
بعد عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه أمه أروَى بنت كريز بن ربيعَة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد منَاف أسلمت رَضِي الله عَنْهَا رَوَاهُ أَبُو بكر بن مخلد وَأمّهَا الْبَيْضَاء أم حَكِيم بنت عبد الْمطلب عمَّة رَسُول الله
اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام عُثْمَان ويكنى أَبَا عَمْرو وَأَبا عبد الله وَالْأولَى أشهر قيل إِنَّه ولدت لَهُ رقية ولدا أسماه عبد الله فاكتنى بِهِ فَمَاتَ وَولد لَهُ عَمْرو فاكتنى بِهِ إِلَى أَن مَاتَ ويدعى بِذِي النورين لِأَنَّهُ تزوج بِابْنَتي رَسُول الله
رقية وَأم كُلْثُوم وَلم يعلم أحد تزوج بإبنتي نَبِي غَيره وَقيل إِنَّه إِذا دخل الْجنَّة زفت لَهُ برقيتين وَقيل لِأَنَّهُ كَانَ يجمع الْقُرْآن فِي الْوتر فالقران نور وَقيام اللَّيْل نور وَقيل غير ذَلِك وَهُوَ من السَّابِقين الْأَوَّلين وَصلى إِلَى الْقبْلَتَيْنِ وَهَاجَر الهجرتين وَهُوَ أول من هَاجر إِلَى الْحَبَشَة فَارًّا بِدِينِهِ وَمَعَهُ زَوجته رقية رَضِي الله عَنْهُمَا وعد من الْبَدْرِيِّينَ وَمن أهل بيعَة الرضْوَان وَلم يحضرهما وَكَانَ سَبَب غيبته عَن بدر أَن زَوجته رقية بنت رَسُول الله