بعد اثْنَيْنِ وَعشْرين عَاما وَأَرْبَعَة أَيَّام أَتَى بِهِ سمندر بن الْحسن القرمطي إِلَى مَكَّة يَوْم النَّحْر سنة ٣٣٩ تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة فَوَضعه وَقَالَ أخذناه بِأَمْر ورددناه بِأَمْر وللقرمطي وعترته سير مُطَوَّلَة وابتلى أَبُو طَاهِر بأكلة فَصَارَ لَحْمه يَتَنَاثَر بالدود فَمَاتَ أشنع موتَة وَفِي التواريخ صور أُخْرَى لهَذِهِ الْقِصَّة متناقضة وَهَذَا ملخص أصح مَا روى فِيهَا فاعتمدنا عَلَيْهِ بِاخْتِصَار ثمَّ وَقع بَين مؤنس والمقتدر حَرْب خرج فِيهِ المقتدر فتوغل فِي المعركة فَضَربهُ بربري من خَلفه فَسقط إِلَى الأَرْض فَقَالَ لضاربه وَيحك أَنا الْخَلِيفَة فَقَالَ أَنْت الْمَطْلُوب وذبحه بِالسَّيْفِ وَرفع رَأسه على الرمْح وسلب مَا على بدنه وَبَقِي مَكْشُوف الْعَوْرَة حَتَّى سُتر بحشيش ثمَّ حفر لَهُ مَكَانَهُ فَدفن وعفي أَثَره وَكَانَت وَفَاته لثمان بَقينَ من شَوَّال سنة عشْرين وثلاثمائة وَمُدَّة خِلَافَته أَولا وَثَانِيا وثالثاً خمس وَعِشْرُونَ سنة إِلَّا أَيَّامًا وعمره ثَمَان وَثَلَاثُونَ سنة وَشهر وَنصف
(خلَافَة القاهر بِاللَّه)
أَخِيه مُحَمَّد بن المعتضد بن الْمُوفق بِاللَّه بن المتَوَكل بن المعتصم بُويِعَ لليلتين بَقِيَتَا من شَوَّال سنة عشْرين وثلاثمائة وَلما ولي قبض على أَخِيه المكتفي وَأمر بِهِ فأقيم فِي بَيت وسد عَلَيْهِ بالآجر والجص حَتَّى مَاتَ غماً وَقبض على أم المقتدر فطالبها بِمَال لم تقدر عَلَيْهِ فتهددها وضربها بِيَدِهِ وعذبها وعلقها منكوسة حَتَّى كَانَ يجْرِي بولها على وَجههَا وَهِي تَقول أَلَسْت ابْني فِي كتاب الله ألم أخلصك من ابْني المقتدر لما جِيءَ بك إِلَيْهِ تبْكي وَأَنت الْآن تعاقبني هَذِه الْعقُوبَة ثمَّ إِنَّهَا مَاتَت بعدُ عقب ذَلِك ثمَّ إِن الْجند شغبوا عَلَيْهِ وهجموا على دَاره من سَائِر الْأَبْوَاب فهرب إِلَى سطح حمام استتر فِيهِ فَأتوا إِلَيْهِ وقبضوا عَلَيْهِ وخلعوه وحبسوه وسملوا عَيْنَيْهِ قَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute