للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(دُمْ ظافراً يَا أَبَا عجلانَ فِي دعةٍ ... قريرَ عينٍ بِمَا أدركْتَ من أمَلِ)

(فقدْ أقمْتَ اعوجاجَ الملكِ من أَوَدٍ ... وَصَارَ مُعْتَلًّا من كَانَ ذَا مَيَلِ)

(وخُذْ نسيجَ ثناءٍ صافياً حسنا ... يكسوكَ من وَشْيه أبهى من الحللِ)

(عروس مَدْحٍ تَهَادى فِي منصَّتها ... تجرُّ بالْحسنِ ذيلَ التيه والغزلِ)

(حلَّيتها من سجاياكَ الَّتِي شرُفَتْ ... عقودَ دُرِّ بهَا زانَتْ من العطلِ)

(يفوحُ بَين قوافيها لمُنْشِدِهَا ... من طيبِ ذكركَ عرف الْمسك فِي حللِ)

(جَلَّتْ صفاتك قدرا أَن يحيطَ بهَا ... حُسنُ الروية أَو إحسانُ مرتجلِ)

(واسلَمْ فإنَّكَ زينُ الدينِ ناصرُهُ ... وافخرْ فإنكَ تاجُ الملكِ والدولِ)

(ثمَّ الصلاةُ على المختارِ مِنْ مُضَرٍ ... محمدِ المجتبَى من سائِرِ الرسلِ)

(ثمَّ وَليهَا مَوْلَانَا الشريف أَبُو نمي)

قد سبق ذكر مَوْلَانَا وَمُلَخَّص ذَلِك أَنه تشرف بحماية الْحَرَمَيْنِ الشريفين فِي ظلّ وَالِده فِي عَام ثَمَانِيَة عشر وَتِسْعمِائَة وَاسْتمرّ وسعده فِي زِيَادَة إِلَى أَن مَاتَ وَالِده فِي عَام أحد وَثَلَاثِينَ فمدة اشتراكه مَعَ وَالِده أَرْبَعَة عشر عَاما ثمَّ تفرد بِهَذَا المنصب الْمُبَارك مَعَ زِيَادَة السُّعُود وَبسط الْعدْل والجود إِلَى أَن أنعم الله تَعَالَى عَلَيْهِ بولده مَوْلَانَا السَّيِّد الشريف أَحْمد بن أبي نمى فتقلد هَذَا المنصب بالتماس وَالِده من مَوْلَانَا السُّلْطَان سُلَيْمَان بن سليم خَان وَكَانَ ذَلِك سنة سبع وَأَرْبَعين وَتِسْعمِائَة وَمُلَخَّص ذَلِك أَنه أرْسلهُ إِلَى الْأَبْوَاب الْعَالِيَة السُّلْطَانِيَّة العثمانية وَمن الِاتِّفَاق أَن مُعظم من كَانَ مَعَ وَالِده الشريف أبي نمي حَال عزمه إِلَى مصر كَانَ مَعَ وَلَده هَذَا أَحْمد إِلَى إِسْلَام بَوْل وصحبته من الْهَدَايَا الْعَظِيمَة اللائقة بالملوك والخيول الأصائل والصقور والشواهين والأقمشة والأطياب فَلَمَّا وصل خبر قدومه عين لَهُ السُّلْطَان سُلَيْمَان من قابله على أحسن أسلوب ثمَّ أنزل فِي بيُوت السلطنة وَأمره أَن يدْخل عَلَيْهِ بالملابس الحسنية وَكَانَ مَوْلَانَا الشريف أَحْمد جميل الصُّورَة معتدل الْقَامَة حسن اللِّحْيَة والدليقين عَلَيْهِ ناموس الشّرف المحمدي وأبهة الْملك النَّبَوِيّ فَلَمَّا دخل على السُّلْطَان قَامَ لَهُ ألفا وَلم يَقع هَذَا لأحد سواهُ ثمَّ أقبل عَلَيْهِ بالبشر التَّام وخلع عَلَيْهِ خلعاً مُتعَدِّدَة تَعْظِيمًا لشأنه وإظهاراً لرفعته

<<  <  ج: ص:  >  >>