من الثغر أَو الْبَعْث الْقَتْل ثمَّ ولى الْحجَّاج على السَّنَد سعيد بن أسلم بن زرْعَة خرج عَلَيْهِ مُعَاوِيَة بن الْحَارِث العلافي وَأَخُوهُ فغلباه على الْبِلَاد وقتلاه فَأرْسل الْحجَّاج مجاعَة بن سعيد التَّمِيمِي مَكَانَهُ فغلب على الثغر وغزا وَفتح فتوحات وَمَات بمكران لسنة من ولَايَته
(وثوب أهل الْبَصْرَة عل الْحجَّاج)
ثمَّ خرج الْحجَّاج من الْكُوفَة واستخلف عَلَيْهَا عُرْوَة بن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَسَار إِلَى الْبَصْرَة وقدمها وخطب كَمَا خطب بِالْكُوفَةِ وتوعد على الْقعُود عَن الْمُهلب كَمَا توعَد فَأَتَاهُ شريك بن عمر الْيَشْكُرِي وَكَانَ بِهِ فتق فَاعْتَذر بِهِ وَبِأَن بشر بن مَرْوَان قبل عذره بذلك وأحضر عطاءه يرد إِلَى بَيت المَال فَضرب الْحجَّاج عُنُقه وتتابع النَّاس متوجهين إِلَى الْمُهلب ثمَّ سَار حَتَّى كَانَ بَينه وَبَين الْمُهلب ثَمَانِيَة عشر فرسخَاً فَقَامَ ليَشُد ظَهره وَقَالَ يَا أهل المصرين هَذَا وَالله مَكَانكُمْ حَتَّى يهْلك الله الْخَوَارِج ثمَّ قطع لَهُم الزِّيَادَة الَّتِي زَادهَا مُصعب فِي الأعطية وَكَانَت مائَة مائَة وَقَالَ لسنا نجيزها فَقَالَ عبد الله بن الْجَارُود إِنَّمَا هِيَ زِيَادَة عبد الْملك وَقد أجازها أَخُوهُ بشر بأَمْره فانتهزه الْحجَّاج قَالَ لَهُ إِنِّي لَك نَاصح وَإنَّهُ قَول من ورائي فَمَكثَ الْحجَّاج أشهراً لَا يذكر الزِّيَادَة ثمَّ أعَاد القَوْل فِيهَا فَرد عَلَيْهِ ابْن الْجَارُود مثل الرَّد الأول فَقَالَ لَهُ مصقلة بن كرب الْعَبْدي سمعا وَطَاعَة للأمير فِيمَا أحببنا وكرهنا فَلَيْسَ لنا أَن نرد عَلَيْهِ فانتهره ابْن الْجَارُود وَشَتمه وَآتى الْوُجُوه إِلَى عبد الله بن الْجَارُود فصوبوا رَأْيه وَقَالَ لَهُ الْهُذيْل بن عمرَان البرجمي وَعبد الله ابْن حَكِيم بن زِيَاد الْمُجَاشِعِي وَغَيرهمَا إِن هَذَا الرجل مجمع على نقض هَذِه الزِّيَادَة فتعال نُبَايِعك على إِخْرَاجه من الْعرَاق ونكتب إِلَى عبد الْملك أَن يولي علينا غَيره وَإِلَّا خلعناه وَهُوَ يخافنا مَا دَامَت الْخَوَارِج فَبَايعُوهُ سرَّاً وتعاهدوا وَبلغ الْحجَّاج أَمرهم فاحتاط وحذر ثمَّ خَرجُوا فِي ربيع سنة سِتّ وَسبعين وَركب عبد الله بن الْجَارُود فِي عبد الْقَيْس على راياتهم وَلم بق مَعَ الْحجَّاج إِلَّا خاصته وَأهل بَيته وَبعث الْحجَّاج يستدعيه فأفحش ف القَوْل لرَسُوله وَصرح بخلع الْحجَّاج فَقَالَ لَهُ الرَّسُول تهْلك قَوْمك وعشيرتك وأبلغه تهديد الْحجَّاج