كتبه فَقَالَ مَا كتبته وَإِن لم تكن بَيِّنَة حَلَفت لكم فوَاللَّه مَا جَاءُوا بِبَيِّنَة وَلَا استحلفوه ووثبوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وَأما مَا عبتموه بِهِ فَلَيْسَ كَذَلِك وَأَنا أشهدكم وَمن حضر أَنِّي وليُ عُثْمَان بن عَفَّان وعدوُّ أعدائه قَالُوا فبرئ الله مِنْك وَتَفَرَّقُوا فَأقبل نَافِع بن الْأَزْرَق وَعبد الله بن صفار وَعبد الله بن إباض وحَنْظَلَة بن نهيش وَبَنُو الماحوز عبيد الله وَالزُّبَيْر وَكلهمْ من تَمِيم حَتَّى أَتَوا الْبَصْرَة وَانْطَلق أَبُو طالوت من بكر بن وَائِل وَأَبُو فديك من قيس بن ثَعْلَبَة وعطية بن الْأسود من يشْكر فَوَثَبُوا مَعَ أبي طالوت ثمَّ تَرَكُوهُ واجتمعوا على نجدة ابْن عَامر الْحَنَفِيّ وَكَانَ من خبرهم مَا يذكر عِنْد ذكر الْخَوَارِج
(خُرُوج سُلَيْمَان بن صُرَدَ فِي التوابين من الشِّيعَة)
لما قتل الْحُسَيْن وَرجع أَبُو زِيَاد إِلَى الْكُوفَة تلاوم الشِّيعَة على مَا أضاعوه من أَمر الْحُسَيْن وَأَنَّهُمْ وَدعوهُ وَلم ينصروه فَنَدِمُوا وَقَالُوا لَا كَفَّارَة لذَلِك إِلَّا قتل قاتليه أَو الْمَوْت دون ذَلِك كَمَا قَالَ الله لبني إِسْرَائِيل {فَتُوبُوا إِلىَ بَارِئكم فَاقْتُلُوا أَنفسكُم} الْبَقَرَة ٥٤ واجتمعوا على إِلَى خَمْسَة نفر من رءسهم سُلَيْمَان بن صُرَد الْخُزَاعِيّ وَكَانَت لَهُ صُحْبَة وَالْمُسَيب بن نجية الْفَزارِيّ وَعبد الله بن سعد بن نفَيْل الْأَزْدِيّ وَعبد الله بن وَال التَّيْمِيّ مِمَّن تيم بكر وَرِفَاعَة بن شَدَّاد الْجبلي وَكَانُوا من خِيَار أَصْحَاب عَليّ واجتمعوا فِي منزل سُلَيْمَان بن صرد وتفاوضوا فِي تِلْكَ الندامة واعترفوا بذنبهم وَاتَّفَقُوا على الْبيعَة لِسُلَيْمَان بن صرد وطاعته وأخرجوا من أَمْوَالهم النَّفَقَة على ذِي النَّخْلَة من أشياعهم وجعوا قبض ذَلِك وَنَفَقَته لعبد الله ابْن وَال وَكتب سُلَيْمَان إِلَى سعد بن حُذَيْفَة وَهُوَ بِالْمَدَائِنِ بِمَا اعتزموا عَلَيْهِ فَقَرَأَ الْكتاب سعد على من هُنَاكَ من الشِّيعَة وَأَجَابُوا بالموافقة وَالْخُرُوج عِنْد الْأَجَل الَّذِي ضرب لَهُم وَكَانُوا يدعونَ إِلَى ذَلِك فِي السِّرّ مُنْذُ مقتل الْحُسَيْن وَالنَّاس يجيبونهم نَفرا بعد نفر وَلما هلك يزِيد دَعَا بَعضهم إِلَى الْوُثُوب على عَمْرو بن حُرَيْث خَليفَة ابْن زِيَاد