للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الْكُوفَة ثمَّ رَأَوْا أَن الْأَمر لَا يستتب لَهُم بذلك لِأَن قتل الْحُسَيْن هم جمَاعَة الْكُوفَة فأقصروا عَن ذَلِك ووثب الدعاة فِي النواحي واستجاب لَهُم النَّاس ثمَّ أخرج أهل الْكُوفَة عَمْرو بن حُرَيْث وَبَايَعُوا لِابْنِ الزير وَقدم عبد الله بن يزِيد وَقدم عبد الله بن يزِيد الخطمي أَمِير على الْكُوفَة من قبله فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمَعَهُ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة على الْخُرُوج وَالْمُخْتَار بن أبي عبيد الثَّقَفِيّ وَبلغ عبد الله بن يزِيد الخطمي خبر سُلَيْمَان وَأَصْحَابه التوابين وأشير عَلَيْهِ بحبسهم وخُوف عَاقِبَة أَمرهم فَقَالَ نَحن تاركوهم مَا تركونا وهم يطْلبُونَ قتلة الْحُسَيْن ولسنا مِنْهُم ثمَّ خطب بِمثل ذَلِك وَقَالَ وَالله مَا قتلنَا حُسَيْنًا وَلَقَد أصبْنَا بمقتله وَهَؤُلَاء الْقَوْم الَّذين إِلَيْنَا رفع أَمرهم آمنون فيسيرون إِلَى قاتلي الْحُسَيْن وَهُوَ ابْن زِيَاد فهما هُوَ على جسر مَنبج وَهُوَ سَائِر إِلَيْكُم فسيروا إِلَيْهِ وَأَنا ظهر لكم عَلَيْهِ وَلَا يقتل بَعْضكُم بَعْضًا فَقَامَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة فَقَالَ يأيها النَّاس لَا تغرنكم مقَالَة هَذَا المداهن وَالله من خرج علينا لنقتلنه وَمن علمنَا بِخُرُوجِهِ لنأخذن الْقَرِيب بالقريب والولى بالوالى والعريف بعرافته حَتَّى يسقم فَوَثَبَ عَلَيْهِ ابْن نجية وَعبد الله بن وَال وأساءوا إِلَيْهِ ثمَّ تشاتموا وَأنزل الْأَمِير عَن الْمِنْبَر وَخرج أَصْحَابِي سُلَيْمَان ويشترون السِّلَاح ويتجهزون وَالْمُخْتَار يسفهُ رَأْيهمْ فِي ذَلِك وَيرى أَنه أبْصر مِنْهُم وَكَانَ سَبَب قدوم الْمُخْتَار الْكُوفَة أَن الشِّيعَة كَانَت تسب الْمُخْتَار بِمَا كَانَ مِنْهُ من أَمر الْحُسَيْن وإشارته على عَمه بِالْمَدَائِنِ أَن يقبض عَلَيْهِ لمعاوية وَلما جَاءَ مُسلم بن عقيل إِلَى الْكُوفَة نزل دَاره وَبَايَعَهُ ودعا ثمَّ جَاءَ يَوْم خُرُوجه من قريته بِظَاهِر الْمَدِينَة الْكُوفَة ففاته أَمر ابْن عقيل وَوَقع فِي يَد ابْن حُرَيْث فَأَمنهُ ثمَّ رفع عمَارَة بن الْوَلِيد أمره إِلَى عبيد الله فَاعْتَذر بِأَنَّهُ كَانَ مَعَ ابْن حُرَيْث وَشهد لَهُ فَضرب عبيد الله وَجهه بقضيب شتر عينه وحبسه حَتَّى قتل الْحُسَيْن فَبعث إِلَى عبد الله بن عمر أَن يشفع فِيهِ إِلَى ابْن زِيَاد وَكَانَ زوج أُخْته صَفِيَّة بنت أبي عبيد فشفعه على أَلا يُقيم بِالْكُوفَةِ فَخرج إِلَى الْحجاز وَسَأَلَ فِي طَرِيقه عَن ابْن الزبير فَقيل إِنَّه عَائِذ بِالْبَيْتِ ومبايع سرا وَلَو كثر جمعه لظهر فَقَالَ هَذِه فتْنَة واعتزم الْمُخْتَار على الطّلب بِدَم الْحُسَيْن من يَوْمئِذٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>