فَقَالَ لَهُ عَمْرو بن سعيد نَحن أعلم بحرمتها مِنْك أَيهَا الشَّيْخ وَيُقَال إِن الْجَيْش كَانَ عدته ألفَى مقَاتل وعَلى مقدمته أنيس بن عُمَيْر الْأَسْلَمِيّ فَلَمَّا قاربوا مَكَّة نزل أنيس بِذِي طوى وَنزل عَمْرو بِالْأَبْطح وَبعث إِلَى أَخِيه عبد الله أَن بر يَمِين يزِيد فَإِنَّهُ حلف أَلا يقبل بيعَته إِلَّا أَن يُؤْتى بِهِ فِي جَامِعَة فَلَا تضرب النَّاس بَعضهم بِبَعْض فَإنَّك فِي بلد حرَام فَأرْسل عبد الله بن الزبير من اجْتمع مَعَه من أهل مَكَّة مَعَ عبد الله بن صَفْوَان بن أُميَّة فهزموا أنيسا بِذِي طوى وَقتل أنيس فِي الْهَزِيمَة وتخلف عَن عَمْرو بن الزبير أَصْحَابه فَدخل دَار ابْن عَلْقَمَة وَأَجَارَهُ وَقَالَ لِأَخِيهِ عبد الله بن الزبير قد أجرته فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِ وَأَجَازَ جواره وَقيل إِنَّه لم يجز جواره وضربه بِكُل من ضربه عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ بِالْمَدِينَةِ من جماعته وحسبه بسجن عَارِم وَمَات تَحت السِّيَاط
(توجه الْحُسَيْن بن عَليّ إِلَى الْكُوفَة واستشهاده بكربلاء)
لما خرج الْحُسَيْن من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة لقِيه عبد الله بن مُطِيع وَسَأَلَهُ أَيْن تُرِيدُ فَقَالَ مَكَّة وأستخير الله فِيمَا بعد فنصحه أَلا يقرب الْكُوفَة وَذكره قَتلهمْ أَبَاهُ وخذلانهم أَخَاهُ وَأَن يُقيم بِمَكَّة لَا يُفَارق الْحرم حَتَّى يتداعى إِلَيْهِ النَّاس وَرجع عَنهُ وَنزل الْحُسَيْن بِمَكَّة فَأَقَامَ النَّاس يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ وَابْن الزبير فِي جَانب الْكَعْبَة يُصَلِّي وَيَطوف عَامَّة النَّهَار وَيَأْتِي الْحُسَيْن فِيمَن يَأْتِيهِ وَعلم أَن أهل الْحجاز لَا يلتفتون إِلَيْهِ مَعَ الْحُسَيْن وَلما بلغ أهل الْكُوفَة بيعَة يزِيد ولحاق الْحُسَيْن بِمَكَّة اجْتمعت أهالي الْكُوفَة والشيعة فِي منزل سُلَيْمَان بن صُرَدَ الْخُزَاعِيّ وَكَتَبُوا إِلَيْهِ إِنَّا حبسنا أَنْفُسنَا على بيعتك وَنحن نموت دُونك وإننا لم نُبَايِع للنعمان بن بشير أَمِير الْكُوفَة وَلَا نَجْتَمِع مَعَه فِي جُمُعَة وَلَا عيد وَلَو جئتنا أخرجناه وبعثوا بِالْكتاب مَعَ عبد الله بن سميع