الْهَمدَانِي ثمَّ كتبو إِلَيْهِ ثَانِيَة بعد لَيْلَتَيْنِ نَحْو مائَة وَخمسين صحيفَة ثمَّ ثَالِثَة يستحثونه للحاق بهم فأجابهم الْحُسَيْن فهمت مَا قصصتم وَقد بعثت إِلَيْكُم أخي وَابْن عمي وثقتي من أهل بَيْتِي مُسلم بن عقيل يكْتب إِلَيّ بأمركم ورأيكم فَإِن اجْتمع ملؤكم على مثل مَا قدمت بِهِ رسلكُمْ أقدم عَلَيْكُم قَرِيبا ولعمري مَا الإِمَام إِلَّا الْعَامِل بِالْكتاب الْقَائِم بِالْقِسْطِ الدَّائِن بدين الْحق فَسَار مُسلم وَدخل الْمَدِينَة وَصلى فِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وودع أَهله واستأجر دَلِيلين من قيس فضَلا الطَّرِيق وعطش الْقَوْم فَمَاتَ الدليلان بعد أَن أَشَارَ إِلَيْهِم بِموضع المَاء وانتهوا إِلَيْهِ وَشَرِبُوا ونجوا فتطير مُسلم بذلك وَكتب إِلَى الْحُسَيْن يستعفيه فَكتب إِلَيْهِ الْحُسَيْن إِنِّي خشيت ألَا يكون حملك على ذَلِك إِلَّا الْجُبْن فَامْضِ لوجهك وَالسَّلَام فَسَار مُسلم وَدخل الْكُوفَة أول ذِي الْحجَّة من سنة سِتِّينَ اخْتلفت إِلَيْهِ الشِّيعَة وَقَرَأَ عَلَيْهِم كتاب الْحُسَيْن فبكوا ووعدوه بالنصر وَعلم النُّعْمَان بن بشير أَمِير الْكُوفَة بمَكَان مُسلم وَكَانَ حَلِيمًا ينجح إِلَى المسالمة وَكَانَ على الْكُوفَة حِين مَاتَ مُعَاوِيَة فَلَمَّا بلغه خبر وَمُسلم وَالْحُسَيْن قَالَ لِابْنِ بنت رَسُول الله
أحب إِلَيْنَا من ابْن بنت بَحدَل فَخَطب وحذر النَّاس الْفِتْنَة وَقَالَ لَا أقَاتل من لَا يقاتِلُنِي وَلَا آخذ بالظنة والتهمة وَلَكِن أَن نكثتم ببيعتكم وخالفتم إمامكم فوَاللَّه لأضربنكم بسيفي مَا دَامَ قائمه فِي يَدي وَلَو لم يكن لي نَاصِر وَقَالَ لَهُ بعض حلفاء بني أُميَّة لَا يصلح مَا ترى إِلَى الغشم وَهَذَا الَّذِي أَنْت عَلَيْهِ مَعَ عَدوك رَأْي الْمُسْتَضْعَفِينَ فَقَالَ أكون من الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي طَاعَة الله أحب إِلَيّ من أَن أكون من الأَعزينَ فِي مَعْصِيّة الله ثمَّ نزل عَن الْمِنْبَر فَكتب عمار بن الْوَلِيد وَعمر بن سعد بن أبي وَقاص إِلَى يزِيد بالْخبر بِضعْف النُّعْمَان وَبِقَوْلِهِ لِابْنِ بنت رَسُول الله ... إِلَخ فَابْعَثْ إِلَى الْكُوفَة رجلا قَوِيا ينفذ أَمرك وَيعْمل عَمَلك فِي عَدوك فَأَشَارَ إِلَى يزِيد سرجون الرُّومِي كَاتب أَبِيه بعبيد الله بن زِيَاد وَكَانَ منحرفاً عَنهُ فَقَالَ لَهُ إِن أَبَاك مُعَاوِيَة ولاه قبل مَوته فَكتب يزِيد لَهُ بعهده إِلَى الْكُوفَة مُضَافا على الْبَصْرَة وَبعث لَهُ مَعَ مُسلم بن عَمْرو الْبَاهِلِيّ وَالِد قُتَيْبَة بن مُسلم وَأمره بِطَلَب مُسلم بن عقيل وَقَتله أَو نَفْيه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute