فَكَانَت مُدَّة دولته سنة وَفِي ذَلِك يَقُول بَعضهم من الوافر
(تَثَنَّى عطْفُ مصر حِينَ وافى ... قدومُ النَّاصر المَلِكِ الخَبِيرِ)
(فَذَلَّ الجَشْنَكِير بِلَا لِقَاءِ ... وأَصْبَحَ وَهْوَ ذٌ وجَأشِ نَكِيرِ)
(إِذا لَمْ تئضد الأقدار شَخْصاً ... فأوَّلُ مَا يُرَاعُ مِنَ النِّصِيرِ)
وَهُوَ الَّذِي بنى البيبرسية بالدرب الْأَصْفَر وَهَذِه هِيَ الْمرة الثَّالِثَة لعود السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد إِلَى الْملك فدام فِي السلطنة ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ عَاما بعد بيبرس الْمَذْكُور وَعظم أمره جدا وَعمر العمائر الهائلة حَتَّى إِنَّه صَار أجل سلاطين مصر من جَمِيع الْوُجُوه وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء عشري ذِي الْحجَّة الْحَرَام سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتسلطن من وَلَده لصلبه ثَمَانِيَة نفر وَكَانَت مُدَّة ولَايَته فِي المرات الثَّلَاث أَرْبعا وَأَرْبَعين سنة وَخَمْسَة عشر يَوْمًا
(تمّ تولى الْأَشْرَف عَليّ كجك بن مُحَمَّد النَّاصِر بن قالوون)
تسلطن بعد قتل أَخِيه وَكَانَ قوصون إِذا حضرت الْعَلامَة يَأْخُذ الْقَلَم بِيَدِهِ ويجعله فِي يَد الْأَشْرَف حَتَّى يعلم على المناشير واضطربت الْأَحْوَال وَوَقع التعصب على قوصون فِي الْخَاصَّة والعامة لقبح سيرته مَعَهم فَقَتَلُوهُ ونهبوا دَاره وخلعوا كجك فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ عَاشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بأَخيه أَحْمد ابْن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وَحبس كجك بقلعة الْجَبَل إِلَى أَن مَاتَ فِي سلطنة أَخِيه الآخر وَهُوَ الْملك الْكَامِل سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute