الْعَتَمَة فصلى الْعَتَمَة بِالنَّاسِ وَقَرَأَ {لَم يَكنُ} الْبَيِّنَة ١ و {إذَا زُلزِلتَ الأَرضُ} الزلزلة ١ فَلَمَّا أصبح خرج على النَّاس وَعَلِيهِ قَمِيص أَحْمَر وعمامة حَمْرَاء فَصَعدَ الْمِنْبَر فَرَمَاهُ النَّاس بِأَبْصَارِهِمْ فَقَالَ يَا أهل الْمَدِينَة مَا لكم ترموننا بأبصاركم كأنكم تُرِيدُونَ تقروننا سُيُوفكُمْ أنسيتم مَا فَعلْتُمْ أما لَو انتقم مِنْكُم فِي الأولى مَا عدتم إِلَى الثَّانِيَة أغركم إِذْ قتلتم عُثْمَان فوجدتم صَابِرًا حَلِيمًا وإمامَاً مواتياً فَذهب غَضَبه وَذَهَبت أذاته فاغنموا أَنفسكُم فقد وَلِيكُم إِمَام بالشباب المقتبل الْبعيد الأمل وَقد اعتدل جِسْمه وَاشْتَدَّ عظمه وَرمى الدَّهْر ببصربه واستقبله بأسره فَهُوَ إِن عض نهش وَإِن وطئ فرش لَا يقلقله الْحَصَى وَلَا تقرع لَهُ الْعَصَا فرعف وَهُوَ يتَكَلَّم على الْمِنْبَر فَألْقى رجل إِلَيْهِ عِمَامَة فَمسح بهَا فَقَالَ رجل من خثعم دم على الْمِنْبَر من عِمَامَة فتْنَة عَمت وَعلا ذكرهَا وَرب الْكَعْبَة ثمَّ خرج عَمْرو بن سعيد إِلَى مَكَّة فَقَدمهَا قبل التَّرويَة بِيَوْم وَخرج الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَقبل لعَمْرو خرج الْحُسَيْن فَقَالَ اركبوا كُل بعير بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فِي طلبه قَالَ وَكَانَ النَّاس يتعجبون من قَوْله فطلبوه فَلم يدركوه فَكَانَت الْفِتْنَة الْمَشْهُورَة انْتهى ذكر ذَلِك فِي ذكر العيافة والزجر والطيرة وأحضر نَفرا من شيعَة ابْن الزبير بِالْمَدِينَةِ فضربهم من الْأَرْبَعين إِلَى الْخمسين إِلَى السِّتين مِنْهُم الْمُنْذر بن الزبير وَابْنه مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن بن الْأسود بن عبد يَغُوث وَعُثْمَان بن عبد الله بن حكم بن حزَام وَمُحَمّد بن عمار بن يَاسر وَغَيرهم ثمَّ جهز الْبعُوث إِلَى مَكَّة سَبْعمِائة وَنَحْوهَا وَقَالَ لعَمْرو بن الزبير من نبعث إِلَى أَخِيك فَقَالَ لَا تَجِد رجلا أبلى لَهُ مني فَجهز مَعَه سَبْعمِائة مقَاتل وعذل مَرْوَان بن الحكم عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ فِي غَزْوَة مَكَّة وَقَالَ لَهُ اتَّقِ الله وَلَا تحل حرمه فَقَالَ وَالله لنغزرنه فِي جَوف الْكَعْبَة وَجَاء أَبُو شُرَيْح الْخُزَاعِيّ إِلَى عَمْرو بن سعيد فَقَالَ لَهُ سَمِعت رَسُول الله
يَقُول إِنَّمَا أذن لي بِالْقِتَالِ فِيهَا سَاعَة من النَّهَار ثمَّ عَادَتْ كحرمتها بالْأَمْس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute