للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصنع بِأبي أُميَّة فَقَالَ بَنو مَرْوَان أبر قسم أَمِير الْمُؤمنِينَ يَا أَبَا أُميَّة فَقَالَ عَمْرو قد أبر الله قسمك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأخْرج من تَحت فرَاشه جَامِعَة وَأمر غُلَاما فَجَمعه فِيهَا وَسَأَلَهُ أَن يُخرجهُ على رُءُوس النَّاس فَقَالَ أمكراً عِنْد الْمَوْت ثمَّ جذبه جذبة أصَاب فَمه السرير فَكسر ثنيته ثمَّ سَأَلَهُ الْإِبْقَاء فَقَالَ عبد الْملك وَالله لَو علمتُ أَنَّك تبقى إِن أبقيت عَلَيْك وَتصْلح قُرَيْش لأبقيتك وَلَكِن لَا يجْتَمع رجلَانِ مثلنَا فِي بلد فشتمه عَمْرو وَخرج عبد الْملك إِلَى الصَّلَاة وَأمر أَخَاهُ عبد الْعَزِيز بقتْله فَلَمَّا قَامَ إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ ذكره الرَّحِم فَأمْسك عَنهُ وَجلسَ وَرجع عبد الْملك من الصَّلَاة وغلقت الْأَبْوَاب فَمَا غلظ على عبد العزز ثمَّ تنَاول عمرَاً فذبحه بِيَدِهِ وَقيل أَمر غُلَامه ابْن الزعيزعة فَقتله وفقد النَّاس عمرا مَعَ عبد الْملك حِين خرج إِلَى الصَّلَاة فَأقبل أَخُوهُ يحيى فِي أَصْحَابه عبيده وَكَانُوا ألفا وَمَعَهُ حميد بن حُرَيْث وَزُهَيْر بن الْأَبْرَد فهتفوا باسمه ثمَّ كسروا بَاب الْمَقْصُورَة وضربوا النَّاس بِالسُّيُوفِ وجرحوا الْوَلِيد بن عبد الْملك واقتتلوا سَاعَة ثمَّ خرج عبد الرَّحْمَن بن أم الحكم الثَّقَفِيّ بِالرَّأْسِ فَأَلْقَاهُ إِلَى النَّاس وَألقى إِلَيْهِم عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بدر الْأَمْوَال فانتهبوها وافترقوا ثمَّ خرج عبد الْملك إِلَى النَّاس وَسَأَلَ عَن الْوَلِيد فَأخْبر بجراحته وأتى بيحى بن سعيد وأخيه عَنْبَسَة فحبسهما وَحبس بني عَمْرو بن سعيد ثمَّ أخرجهم جَمِيعًا وألحقهم بمصعب حَتَّى حَضَرُوا عِنْده بعد قتل مُصعب فَأَمنَهُمْ ووصلهم وَكَانَ بَنو عَمْرو أَرْبَعَة أُميَّة وَسَعِيد وَإِسْمَاعِيل وَمُحَمّد وَلما حَضَرُوا عِنْده قَالَ أَنْتُم أهل بَيت ترَوْنَ لكُم على جَمِيع قومكم فضلا لن يَجعله الله لكم وَالَّذِي كَانَ بيني وَبَين أبيكم لم يكن حَدِيثا وَإِنَّمَا كَانَ قَدِيما فِي أنفس أوليائكم على أوليائي فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ سعيد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تعد علينا أمرَاً كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام قد هدم ذَلِك ووعد جنَّة وحذر نَارا وَأما عَمْرو فَهُوَ ابْن عمك وَقد وصل إِلَى الله وَأَنت أعلم بِمَا صنعت وَإِن أَخَذتَنَا بِهِ فبطن الأَرْض خير لنا من ظهرهَا فَرَق لَهُم عبد الْملك وَقَالَ أبوكم خيرني بَين أَن يقتلني أَو أَقتلهُ فاخترتُ قَتله على قَتْلِي وَأما أَنْتُم فَمَا أَرغبني فِيكُم وأوصلني لقرابتكم وَأحسن جائزتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>