للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كَانَ معن بن زَائِدَة الشَّيْبَانِيّ من أُمَرَاء الْمَنْصُور أبي الْمهْدي ثمَّ أبقاه المهديُ والياً على أذربيجان على مَا كَانَ من وَالِده الْمَنْصُور وَهُوَ أحد الأجواد الْمَشْهُورين والشجعان الْمَذْكُورين قَدِمَ عَلَيْهِ قوم من أهل الْكُوفَة مستميحين فَنظر إِلَيْهِم فِي هَيْئَة رثَّة فَأَنْشَأَ يَقُول من // (الطَّوِيل) //

(إِذا نَوْبَةٌ نَابَتْ صديقَكَ فاغَتَنِمْ ... مَرَمَّتَهَا فالدَّهْرُ بالناسِ قُلَّبُ)

(فأَحْسَنُ ثوبَيْكَ الَّذِي أنْتَ لابسٌ ... وأَمْهَرُ مُهْرَيْكَ الَّذِي هُوَ يُرْكَبُ)

وَقَالَ يَا غُلَام أعطهم لكل وَاحِد أَرْبَعَة آلَاف فَقَالَ أحدهم يَا سَيِّدي دَنَانِير أَو دَرَاهِم فَقَالَ معن وَالله لَا تكونُ همتك أرفع من همتي يَا غُلَام صفرها لَهُم وَأَتَاهُ أَعْرَابِي وَمَعَهُ مَوْلُود فَقَالَ من // (الْبَسِيط) //

(سَمَّيْتُ طِفْلِيَ مَعْنًا ثمَّ قلْتُ لَهُ ... هَذَا سَمِىُّ فَتًى فِي الناسِ محمودِ)

(أمسَتْ يمينُكَ مِنْ جُودٍ مُصَوَّرَةً ... لَا بَلْ يمينُكَ مِنْهَا صُورَةُ الجُودِ)

فَأمر لَهُ بثلاثمائة دِينَار روى أَن الْمهْدي خرج يَوْمًا يتصيد فَلَقِيَهُ الْحُسَيْن بن مطير الْأَسدي فأنشده من // (الْبَسِيط) //

(أضحَتْ يمينُكَ مِنْ جُودٍ مصوَّرَةً ... لَا بَلْ يمينُكَ مِنْهَا صُورَةُ الجودِ)

(مِنْ حُسْنِ وجهِكَ تُضْحِي الأرضُ مشرقَةً ... ومِنْ بنانِكَ يَجْرِي الماءُ فِي العُودِ)

فَقَالَ لَهُ الْمهْدي كذبتَ يَا فاسقُ وَهل تركتَ فِي شعرك موضعا لأحد مَعَ قَوْلك فِي معن بن زَائِدَة من // (الطَّوِيل) //

(أَلمَّا بِمَعْنٍ ثُمَّ قولا لِقَبْرِهِ ... سَقَتْكَ الغَوَادِي مَرْبَعًا ثُمَّ مرْبَعَا)

(فَيَا قَبْرَ مَعًنٍ كَيْفَ وارَيْت جُودَهُ ... وقَدْ كَانَ مِنْهُ البَرُّ والبَحْرُ مُتْرَعَا)

(ولكنْ حَوَيْتَ الجُوَدَ والجُودُ ميِّتٌ ... وَلَو كَانَ حَيا ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعَا)

(وَلما مَضَى مَعْنٌ مَضَى الجُودُ والنَّدَى ... وأَصْبَحَ عِرنينُ المَكَارِمِ أَجْدَعَا)

فَأَطْرَقَ الْحُسَيْن ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَهل مَعْن إِلَّا حَسَنَة من حَسَنَاتك فَرضِي عَنهُ وَأمر لَهُ بِأَلف دِينَار

<<  <  ج: ص:  >  >>