على الْمهْدي فِيمَن أوفد فَقدم مَرْوَان على الْمهْدي وَقد مدحه بِأَرْبَع قصائد مطلع الأولى من // (الطَّوِيل) //
(صَحَا بَعْدَ جُهْدٍ فاستَرَاحَتْ عواذلُهْ ... وأَقْصَرْنَ عَنهُ حِينَ أَقْصَرَ بَاطِلُهُ)
وَالثَّانيَِة من // (الْكَامِل) //
(طَافَ الخَيَالُ فَحَيِّهِ بسَلَامِ ... أَنَّى أَلَمَّ ولَيْسَ حِين مَنَامِ)
وفيهَا يَقُول
(أَنَّي يكُونُ ولَيْسَ ذاكَ بكَائِنٍ ... لِبَنِي البَنَاتِ وِرَاثَةُ الأعْمَامِ)
وَالثَّالِثَة من // (الْكَامِل) //
(إعْصِ الهَوَى وَتَعَزَّ عَنْ سُعْدَاكَا ... فَلِمِثْل حِلْمِكَ عَنْ هَوَاكَ نهاكا)
وَالرَّابِعَة من // (الطَّوِيل) //
(بَرى العَين شَوْقٌ حَالَ دُونَ التجلُّدِ ... ففاضَتْ بأَسْرَابٍ مِنَ الدَّمْعِ حُشَّدِ)
قَالَ إِدْرِيس فَأعْطى الْمهْدي مَرْوَان إجَازَة سبعين ألف دِرْهَم فَقَالَ مَرْوَان يمدحه فِي قصيدة ويذكرها من // (الطَّوِيل) //
(بِسَبْعِينَ ألفا رَاشَنِي مِنْ حِبائِهِ ... وَمَا نَالَهَا فِي الناسِ مِنْ شَاعِرٍ قلبِي)
رحم الله أهل الْكَرم وَحدث أَحْمد بن أبي بكر الْبَاهِلِيّ قَالَ حَدثنِي حَاجِب الْمهْدي قَالَ قَالَ لي الْمهْدي يَوْمًا نصف النَّهَار اخْرُج فَانْظُر من فِي الْبَاب فَخرجت فَإِذا شيخ وَاقِف فَقلت لَك حَاجَة فَقَالَ لَا أخبر بحاجتي أحد غير أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأخْبرت الْمهْدي بِخَبَرِهِ وَبِقَوْلِهِ فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ ومُرْهُ بِالتَّخْفِيفِ فَخرجت وَقلت لَهُ ادخل وخففْ فَدخل وَسلم بالخلافة ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّا قد أمرنَا التَّخْفِيف من // (الطَّوِيل) //
(فإنْ شئْتَ خَفَّفْنَا فكنَّا كَرِيشَةٍ ... متَى تَلْقَهَا الأنفاسُ فِي الجَوِّ تَذْهَبِ)
(وإنْ شئْتَ ثَقَّلْنَا فكُنَّا كصخرةٍ ... مَتى تًلْقِهَا فِي حوْمَةِ البَحْرِ تَرْسُبِ)
(وإنْ شئْتَ سلَّمنا فكُنَّا كراكبٍ ... مَتى يَقْضِ حَقًّا من سلامِكَ يَغْرُبِ)
فَضَحِك الْمهْدي وَقَالَ بل تكرم وتقضى حَاجَتك فَقضى حَاجته ووَصله بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم