للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَأخذت الْبيعَة بِبَغْدَاد للهادي وَكتب الرشيد بذلك إِلَى الْآفَاق وَبعث نصر إِلَى الْهَادِي بجرجان فَركب الْبَرِيد إِلَى بَغْدَاد قَالَ الصولي وَلَا يعرف خَليفَة رَكِبَ خيل الْبَرِيد إِلَّا الْهَادِي من جرجان إِلَى بَغْدَاد فَقَدمهَا فِي عشْرين يَوْمًا واستوزر الرّبيع وَهلك لمُدَّة قَليلَة من وزارته وَاشْتَدَّ الْهَادِي فِي طلب الزَّنَادِقَة وقتلهم وَفِي سنة تسع وَسِتِّينَ كَانَ ظُهُور حُسَيْن الْمَقْتُول بفخ وَهُوَ الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحسن بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب وقصته مَعْرُوفَة وَكَانَ للهادي بغض بالرشيد بِمَا كَانَ الْمهْدي أَبوهُمَا يؤثره عَلَيْهِ أخيراً وَكَانَ رأى أَنه دفع إِلَيْهِمَا قضيبين فأورق قضيب الْهَادِي من أَعْلَاهُ وأورق قضيب الرشيد كُله وَتَأَول ذَلِك بقصر مُدَّة الْهَادِي وَطول مُدَّة الرشيد وحسنها فَلَمَّا ولي الْهَادِي أجمع على خلع أَخِيه الرشيد والبيعة لِابْنِهِ جَعْفَر بن الْهَادِي مَكَانَهُ وفاوض فِي ذَلِك قُوَاده فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك يزِيد بن مزِيد وَعلي بن عِيسَى وَعبد الله بن مَالك وَوضع الشِّيعَة على الرشيد ينتقصونه وَيَقُولُونَ لَا نرضى بِهِ وَنهى الْهَادِي أَن يسَار بَين يَدَيْهِ بالحربة فاجتنبه النَّاس وَكَانَ يحيى بن خَالِد يتَوَلَّى أُمُوره فاتهمه الْهَادِي بمداخلته وَبعث إِلَيْهِ وتهدده فَحَضَرَ عِنْده مستميتاً وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن حملت النَّاس على نكث الْأَيْمَان فِيهِ هَانَتْ عَلَيْهِم فِيمَن توليه وَإِن بَايَعت لجَعْفَر بعده كَانَ ذَلِك أوثق لِلْبيعَةِ فَصدقهُ وكف عَنهُ وَعَاد أُولَئِكَ الَّذين خلعوه من القواد والشيعة فأغروه بِيَحْيَى وَأَنه الَّذِي منع الرشيد من خلع نَفسه فحبسه الْهَادِي فَطلب الْحُضُور للنصيحة فَأحْضرهُ من الْحَبْس فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أتظن النَّاس يسلمُونَ الْخلَافَة لابنك جَعْفَر وَهُوَ صبي ويرضون بِهِ لصلاتهم وحجهم وغزوهم وتأمن أَن يسمو إِلَيْهَا عِنْد ذَلِك أهل بَيْتك فَتخرج من ولد أَبِيك وَالله لَو لم يعقده لَهُ المهديُ لَكَانَ يَنْبَغِي أَن تعقده أَنْت لَهُ حذرا من ذَلِك إِنِّي أرى أَن تقر الْعَهْد لأخيك فَإِذا بلغ ابْنك أَتَيْتُك بأخيك فَخلع نَفسه وَبَايع لَهُ فَقبل الْهَادِي قَوْله وَأطْلقهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>