للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يثب عَلَيْهِ فَمَا وَسعه إِلَّا أَن ضرب الطبل فَلَمَّا سَمعه الْأسد فزع من صَوته وهرب يُرِيد الْخُرُوج فَوجدَ بَاب الْغَار مسدوداً فَرَبَضَ هُنَاكَ خَائفًا من صَوت الطبل فَجعل عبَادَة تَارَة يضْرب بالطبل وَتارَة يزمر بالناي خوفًا من الْأسد وَوَافَقَ ذَلِك قدوم الفتَح بن خاقَان من نزهة كَانَ خرج إِلَيْهَا فَلَمَّا سمع صَوت الطبل والناي فِي الصَّحرَاء أنكرهُ ثمَّ تبعه حَتَّى وقف على بَاب الْغَار وَأمر أَن يفتح فَلَمَّا فتحوه خرج الْأسد هَارِبا على وَجهه فَخرج عبَادَة وَهُوَ يبكي ويصرخ وَيَقُول هَذَا دَفعه إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ أعلمهُ ضرب الطبل والغناء بالناي وشردته عَليّ فَقَالَ لَهُ الْفَتْح أَنا أرضي أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَك عَليّ ألف دِينَار فَقَالَ أَخَاف وَالله أَن يضْرب عنقِي فَقَالَ الْفَتْح أَنا أستوهبه دمك فَقَالَ إِن فعلت فقد رضيت ثمَّ أَخذه مَعَه وأتى بِهِ المتَوَكل فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لي إِلَيْك حَاجَة قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ هَب لي دم عبَادَة فَأَنا الَّذِي أذنبت وَلَيْسَ هُوَ فَقَالَ مَا كَانَت نيتي إِلَّا أَن أضْرب عُنُقه وَقد وهبته لَك فَقبل الْفَتْح يَده وَقَالَ أَنا الَّذِي أطلقت الْأسد وَمَا لَهُ ذَنْب فَلَمَّا سمع المتَوَكل ذكر الْأسد سَأَلَ عَن أصل الْقِصَّة فَقَالَ لَهُ الْفَتْح بِمَا رأى قَالَ وَرَغمَ أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ أعطَاهُ ذَلِك الْأسد ليعلمه الطبل والغناء فَضَحِك المتَوَكل حَتَّى فحص بِرجلِهِ الأَرْض وَقَالَ خدعك وَالله يَا فتح إِن الأَصْل كَيْت وأنجر الْفَتْح لعبادة الْألف الَّتِي وعده بهَا بوعده السَّابِق انْتهى كَذَا فِي بَقِيَّة الخاطر لمُحَمد بن مصطفى الشهير بالكاتي قَالَ البحتري اجْتَمَعنَا فِي مجْلِس المتَوَكل فنعت لَهُ سيف هندي فَبعث إِلَى الْيمن فَاشْترى لَهُ بِعشْرَة آلَاف فَأتى بِهِ فأعجبه ثمَّ قَالَ لِلْفَتْحِ أبغني غُلَاما أدفَع إِلَيْهِ هَذَا السَّيْف لَا يفارقني بِهِ فَأقبل باغر التركي فَقَالَ الْفَتْح هَذَا مَوْصُوف بالشجاعة والبسالة فَدفع المتَوَكل إِلَيْهِ السَّيْف وَزَاد فِي رزقه فواللِّه مَا انتضى ذَلِك السَّيْف إِلَّا لَيْلَة ضربه باغر بِالْقصرِ الْجَعْفَرِي وَكَانَ المتَوَكل مُسْتَغْرقا بِجَارِيَتِهِ الَّتِي اسْمهَا قبيحة وَهِي أم وَلَده المعتز لَا يصبر عَنْهَا سَاعَة فوقفت لَهُ يَوْمًا وَقد كتبت على خديها بالغالية جَعْفَر فتأملها ثمَّ أنشأ يَقُول // (من الطَّوِيل) //

(وَكَاتِبةٍ بِالمِسْكِ فِي الْخَدِّ جَعْفرًا ... بِنَفْسِي مَخَطَّ المِسْكِ مِنْ حَيْثُ أثَّرَا)

<<  <  ج: ص:  >  >>