للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المعتز والمؤيد فَقَالَ المتَوَكل يَا يَعْقُوب أَيّمَا أحب إِلَيْك ابناي هَذَانِ أم الْحسن وَالْحُسَيْن ابْنا عَليّ رَضِي الله عَنْهُم فَقَالَ يَعْقُوب وَالله إِن قنبر خَادِم عَليّ خير مِنْك وَمن ابنيك فَقَالَ المتَوَكل للأتراك سلوا لِسَانه من قَفاهُ فَفَعَلُوا ذَلِك فَمَاتَ ثمَّ أرسل المتَوَكل لأولاده دِيَة أَبِيهِم عشرَة آلَاف دِرْهَم كَذَا فِي حَيَاة الْحَيَوَان وَذكر ابْن خلكان كَانَ المتَوَكل يبغض عليا فَذكر يَوْمًا عَليّ عِنْده فغض مِنْهُ فتمعر وَجه ابْنه الْمُنْتَصر لذَلِك فشتمه أَبوهُ المتَوَكل وَأنْشد مواجهاً لَهُ // (من المجتث) //

(غَضْبَ الفَتَى لابْن عمِّهْ ... رَأْسُ الفتَى فِي حِرِ امِّهْ)

فحقد عَلَيْهِ وأغرى على قَتله مَعَ مَا كَانَ مِمَّا تقدم من عَدو لَهُ بالعهد عَنهُ إِلَى أَخِيه المعتز قلت هَذَا يُؤَيّد القَوْل الثَّانِي أَن المتَوَكل ناصبي خلاف مَا قَالَه المَسْعُودِيّ وَذكر أَن عَليّ بن الجهم كَانَ بدوياً جَافيا قدم على المتَوَكل أول قدمة فأنشده قصيدة يمدحه بهَا يَقُول فِيهَا // (الْخَفِيف) //

(أَنْتَ كَالْكَلْبِ فِي حِفَاظِكَ لِلوُددِّ ... وَكَالتَّيْسِ فِي قِرَاعِ الخْطُوبِ)

(أنْتَ كَالدَّلْو لَا عَدِمْتُكَ دَلْوًا ... مِن كِبَارِ الدِّلا كَثِير الذّنُوبِ)

فَعرف المتَوَكل قوته ورقة قصد وخشونة لَفظه وَعرف أَنه مَا رأى سوى مَا شبه لملازمته الْبَادِيَة وَعدم مخالطته فَأمر لَهُ بدار حَسَنَة على شاطئ دجلة وفيهَا بُسْتَان يتخلله النسيم والجسر قريب مِنْهُ وَأمر لَهُ بجائزة سنية فلطف طبعه عَن أول أمره وَأنْشد الْأَشْعَار البليغة الرقيقة بعد ذَلِك وَحكى أَن عبَادَة المخنث دخل يَوْمًا إِلَى دَار المتَوَكل فَرَأى رطبَة مطروحة فأكب ليأخذها فرأه ابْن المتَوَكل صَغِير فَأَشَارَ بإصبعه إِلَى استه وَقَالَ يَا عَم من فتح لَك هَذِه الكوة فَقَالَ لَهُ عبَادَة الَّذِي فتح لأمك ثِنْتَيْنِ فَسَمعهُ المتَوَكل فَأمر بِضَرْب عُنُقه فهرب وَلم يدر إِلَى أَيْن يتَوَجَّه فَأخذ يهرب فِي الصَّحَارِي وَمَعَهُ طبله ونايه فَلَمَّا أمعن فِي الصَّحرَاء خَافَ أَن يُدْرِكهُ الطّلب فَرَأى غاراً مَفْتُوحًا فَدخل وسد بَاب بِالْحِجَارَةِ فَلَمَّا صَار إِلَى أقصاه وجد فِي أسداً عَظِيما رابضَاً فَفَزعَ مِنْهُ وهم الْأسد أَن

<<  <  ج: ص:  >  >>