فَبعث إِلَه فَاعْتَذر بِالْمرضِ وارتاب أَصْحَاب الْمُخْتَار فِيمَا بَلغهُمْ عَن ابْن الْحَنَفِيَّة فَسَارُوا إِلَيْهِ بِمَكَّة يسألونه واستأذنوه فِي اتِّبَاعه فَقَالَ وددت أَن الله انتصَرَ لنا من عدونا بِمن يَشَاء مِنْ خلقه فَرَجَعُوا وأخبروا بذلك الْمُخْتَار وَقَالُوا لَهُ قد أمرنَا بنصرك فَجمع الشِّيعَة وَأخْبرهمْ بِمَا قدم بِهِ أَصْحَابهم من عِنْد ابْن الْحَنَفِيَّة وَأَنه أخْبرهُم رَسُوله وأمركم باتباعي وطاعتي فِيمَا دعوتكم إِلَيْهِ من قتال المحلين والطلب بدماء أهل الْبَيْت وَشهد الوافدون بذلك فاجتمعت الشِّيعَة وَمن جُمْلَتهمْ الشّعب وَأَبُو شُرَحْبِيل وَأَشَارَ عَلَيْهِ بعض أَصْحَابه بِدُعَاء إِبْرَاهِيم بن الأشتر لقوى أَمرهم بِهِ فَمضى إِلَيْهِ الشّعبِيّ فِي جمَاعَة مِنْهُم وَذكر تقدم أَبِيه فِي ولَايَة عَليّ وَدعَاهُ إِلَى الطّلب بِدَم الْحُسَيْن وَأَصْحَابه فَقَالَ عل أَن تولوني فَقَالُوا قد جَاءَ الْمُخْتَار بتولية ابْن الْحَنَفِيَّة وَقد أمرنَا بِطَاعَتِهِ فَسكت إِبْرَاهِيم ثمَّ جَاءَ الْمُخْتَار بِكِتَاب ابْن الْحَنَفِيَّة إِلَى إِبْرَاهِيم يسْأَله النُّصْرَة ويعده بِالْولَايَةِ الْعَامَّة وَفِيه من مُحَمَّد الْمهْدي إِلَى إِبْرَاهِيم بن مَالك الأشتر وَدفعه إِلَيْهِ الشّعبِيّ وقرأه وَقَالَ مازال ابْن الْحَنَفِيَّة يكاتبني فَلَا زيد على اسْمه وَاسم أَبِيه فَشهد جمَاعَة مِنْهُم أَنه كِتَابه وَسكت الشّعبِيّ وَسَأَلَهُ إِبْرَاهِيم بعد انصرافهم فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين يشْهدُونَ سادة الْقُرَّاء ومشيخة الْمصر وفرسان الْعَرَب فَكتب أَسْمَاءَهُم عِنْده ثمَّ حمل عشيرته على إِجَابَة الْمُخْتَار وَصَارَ يخْتَلف إِلَيْهِ وتواعدوا لِلْخُرُوجِ منتصف ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ ونما خبر إِلَى ابْن مُطِيع فَبعث إِلَى رُءُوس النَّاس فِي كل نَاحيَة من الْكُوفَة يوقظهم لذَلِك وَألا يؤتوا من قبلهم فَاسْتَعدوا فَركب إِيَاس بن مضَارب فِي الشَّرْط وأحاط بِالسوقِ وَالْقصر ثمَّ ركب إِبْرَاهِيم بن الأشتر يُرِيد الْمُخْتَار قبل الْموعد بليلتين وَهُوَ مظهر للسلاح وَلَقي إِيَاس بن مضَارب فارتاب بِهِ وأراده على الْإِتْيَان لِابْنِ مُطِيع فَأبى وطعنه فَقتله وافترق أَصْحَاب إِيَاس وَجَاءُوا إِلَى ابْن مُطِيع وَولى مَكَانَهُ ابْن رَاشد على الشرطة وَمضى إِبْرَاهِيم إِلَى الْمُخْتَار وَأخْبرهُ بالْخبر وبعثوا فِي الشِّيعَة وتنادوا بثأر الْحُسَيْن ومضَى إِبْرَاهِيم إِلَى النخع فاستركبهم وَسَار بهم فِي الْمَدِينَة لَيْلًا وَهُوَ يتَجَنَّب الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا الْأُمَرَاء ثمَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute