للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فَهْيَ الَّتِي يَذْعَرُ مِنْهَا الشَّيْطَانْ ... )

فوصلني هِشَام بِدَنَانِير وَقَالَ اجْعَلْهَا فِي رجْلي ظلامة وَهَذَا أَبُو النَّجْم هُوَ الْقَائِل من // (الرجز) //

(أَنََا أبُو النَّجْمِ وَشِعْرِي شِعْرِي ... )

وَمن العقد لِابْنِ عبد ربه كَانَ الْكُمَيْت الشَّاعِر الْمَشْهُور مادِح أهل الْبَيْت يمدح بني هَاشم ويعرضُ ببني أُميَّة فَطَلَبه هِشَام بن عبد الْملك فهرب عَنهُ فَكَانَ مطرداً عشْرين سنة لَا يستقرُ لَهُ قَرَار خوفًا من هِشَام وَكَانَ مسلمة بن عبد الْملك أَخُو هِشَام لَهُ حَاجَة على هِشَام يَقْضِيهَا لَهُ كل سنة وَلَا يردهُ فِيهَا كائنة مَا كَانَت فَخرج مسلمة إِلَى بعض حروبه ثمَّ أَتَى فَأَتَاهُ النَّاس يسلمُونَ عَلَيْهِ وَأَتَاهُ من جُمْلَتهمْ الْكُمَيْت بن زيد فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا أَيهَا الْأَمِير أما بعد من // (مجزوء الْكَامِل) //

( ... ... ... ... ... قِفْ بِالديَارِ وُقُوفَ زَائِرْ)

حَتَّى انْتهى إِلَى قَوْله

(يَا مُسْلِمُ يَا بْن الوَليِد ... لميِّت إنْ شِئْتَ نَاشِرْ)

(عَلقَتْ حبالِي مِنْ حِبَالِكَ ... ذِمَّةَ الرَّجُلِ المُجَاوِرْ)

(فالآنَ صرْتُ إلَى أمَيْيَةَ ... وَالأُمُورُ لَهَا مصَايِرْ)

(وَالآن كُنْت بِهِ الْمُصِيب ... لمهتدٍ بالأَمْسِ حَائِرْ)

فَقَالَ مسلمة سُبْحَانَ الله من هَذَا الهندكي الجلحاب الَّذِي أقبل من أخريات النَّاس فَبَدَأَ بِالسَّلَامِ ثمَّ أما بعد ثمَّ الشّعْر قيل لَهُ الْكُمَيْت فأعجب بِهِ وبفصاحته فَذكر لَهُ الْكُمَيْت بعد أَن تَم إنشاده رعبه من هِشَام وَطول تشرده فضمن لَهُ مسلمة أَمَانه وَتوجه حَتَّى أدخلهُ على هِشَام وَهُوَ لَا يعرفهُ فَقَالَ الْكُمَيْت السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَمد لله فَقَالَ هِشَام نعم الْحَمد لله يَا هَذَا فَقَالَ الْكُمَيْت مبتدئ الْحَمد ومبتدعه وَاسْتمرّ فِي خطْبَة طَوِيلَة بديعة فِيهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>