للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الَّذين أضلهم الله على علم أَربَعُونَ نَفرا من الشُّيُوخ من أهل دمشق وحلفوا لَهُ بِاللَّه مَا على الْملك من سُؤال وَلَا عَذَاب فِي لَذات نَفسه لِأَنَّهُ مشتغل بِأُمُور النَّاس نَعُوذ بِاللَّه مِمَّا سيلقى الظَّالِمُونَ من شَدِيد الْعَذَاب الْأَلِيم وخدعوه بذلك فانخدع لَهُم وَكَانَ كَلَامهم موفقا لهواه فانهمك فِي اللَّذَّات وَاللَّهْو والطرب وَلم يراقب الله وَلم يخشه وَرُوِيَ أَن شهَاب عبد الله بن مُسلم الزُّهْرِيّ دخل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يزِيد هَهُنَا حَدِيث حَدثنَا بِهِ أهل الشَّام فَقَالَ وَمَا هُوَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ حدثوا أَن الله تَعَالَى إِذا استرعى عبدا عباده كتب لَهُ الْحَسَنَات وَلم يكْتب عَلَيْهِ السَّيِّئَات فَقَالَ ابْن شهَاب كذبُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنَبِي خَليفَة أقرب عِنْد الله أم خَليفَة غير نَبِي فَقَالَ بل نَبِي خَليفَة أقرب قَالَ أحدثُكَ بِمَا لَا تشكُّ فِيهِ قَالَ الله تَعَالَى {يَا دَاودُ إِنا جَعلناك خليفَة فِي اَلأَرضِ فاحكمُ بَين اَلناسِ} الْآيَة ص ٢٦ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا فِي حق خَليفَة نَبِي فَمَا ظَنك بخليفة غير نَبِي يحْكى عَن مؤدب يزِيد هَذَا أَنه قَالَ لَهُ فِي صغره وَقت تعلمه وَقد لحن لم لحنت فَقَالَ الْجواد قد يعثر فَقَالَ لَهُ الْمُؤَدب إِي وَالله وَيضْرب حَتَّى يَسْتَقِيم فَقَالَ يزِيد وَرُبمَا يرمح سائسه فيكسر أَنفه وَفِي تَارِيخ ابْن عَسَاكِر ذكر أَن يزِيد بن عبد الْملك كَانَ قد اشْترى فِي أَيَّام أَخِيه سُلَيْمَان بن عبد الْملك جَارِيَة من عُثْمَان بن سهل بن حنيف الْأنْصَارِيّ بأَرْبعَة آلَاف دِينَار وَكَانَ اسْمهَا حَبابة بتَشْديد الْبَاء الأولى وأحبها حبا شَدِيدا فَبلغ أَخَاهُ سُلَيْمَان ذَلِك فَقَالَ لقد هَمَمْت أَن أحجر على يزِيد فَبلغ ذَلِك يزِيد فَبَاعَهَا خوفَاً من أَخِيه سُلَيْمَان فَلَمَّا أفضت الْخلَافَة إِلَيْهِ بعد سُلَيْمَان قَالَت لَهُ زَوجته يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَل بَقِي فِي نَفسك من الدُّنْيَا شَيْء قَالَ نعم قَالَت مَا هُوَ قَالَ حَبابة فاشترتها لَهُ وَهُوَ لَا يعلم وزينَتهَا وأجلستها من وَرَاء السّتْر ثمَّ قَالَت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَل بَقِي فِي نَفسك فِي الدُّنْيَا شَيْء قَالَ لَهَا أَو مَا أعلمتك أَنَّهَا حبابة فَرفعت السّتْر وَقَالَت هَا أَنْت وحبابة وَتركته إِيَّاهَا فحظيت عِنْده وغلبت على عقله وَلم ينْتَفع بِهِ فِي الْخلَافَة

<<  <  ج: ص:  >  >>