وجد أحدا فِيهِ عرج أَو عرض لدابته أَو بعيره يكارى لَهُ ويسوق بِهِ فَيتبع آثَار النَّاس فَإِذا أصبح النَّاس من الْغَد لم يفقد أحد مَتَاعا لَهُ سقط مِنْهُ إِلَّا قَالَ حَتَّى يَأْتِي أَمِير الْمُؤمنِينَ فَيطلع عمر وَإِن جمله مثل المشجب مِمَّا عَلَيْهِ من الْمَتَاع للنَّاس فَيَأْتِي الرجل وَيَقُول يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إداوتي فَيَقُول هَل يغْفل الرجل الْحَلِيم عَن إداوته الَّتِي يشرب فِيهَا وَيتَوَضَّأ للصَّلَاة مِنْهَا أَو كل سَاعَة أبْصر أَو كل اللَّيْل أكلأ عَيْني من النّوم ثمَّ يدْفع إِلَيْهِ إداوته وَيَقُول الآخر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قوسي وَيَقُول آخر رشائي أَو مَا وَقع مِنْهُم فيصفونه فيدفعه إِلَيْهِم وَلما بلغ الشَّام تلقوهُ ببرذون وَثيَاب فكلموه أَن يركب البرذون ليراه الْعَدو فَيكون ذَلِك أرهب بلباس الْبيَاض ويطرح الفرو الَّذِي عَلَيْهِ أَبى فألحوا عَلَيْهِ فَركب البرذون بفروته وثيابه فهملج بِهِ البرذون وخطام نَاقَته بعد فِي يَده فَنزل وَركب رَاحِلَته وَقَالَ لقد غرني هَذَا حَتَّى خفت أَن أنكر نَفسِي ذكر هَذَا كُله أَبُو حذيفهَ إِسْحَاق بن بشر فِي فتوح الشَّام قَالَ الْعَلامَة ابْن الْجَوْزِيّ لما بعث عمر بن الْخطاب سعد بن أبي وَقاص لِحَرْب الْقَادِسِيَّة كتب إِلَيْهِ وَهُوَ بالقادسية أَن وَجه نَضْلَة الْأنْصَارِيّ إِلَى حلوان الْعرَاق فيغزو أَهلهَا فَبعث سعد بن أبي وَقاص نَضْلَة الْأنْصَارِيّ فِي ثَلَاثمِائَة فَارس فَسَارُوا حَتَّى أَتَوا حلوان فَأَغَارُوا على أَهلهَا وَأَصَابُوا غنيمَة وسببا وأثقلوا بذلك حَتَّى أرهقتهم صَلَاة الْعَصْر وكادت الشَّمْس أَن تغرب فألجأ نَضْلَة السَّبي وَالْغنيمَة إِلَى سفح جبل وَقَامَ فَأذن فَقَالَ الله أكبر الله أكبر فَأَجَابَهُ مُجيب من الْجَبَل كبرتَ كَبِيرا يَا نَضْلَة ثمَّ قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله فَقَالَ كلمة الْإِخْلَاص يَا نَضْلَة ثمَّ قَالَ أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَقَالَ هُوَ الَّذِي بشرنا بِهِ عِيسَى بن مَرْيَم وعَلى رَأس أمته تقوم الْقِيَامَة ثمَّ قَالَ حَيّ على الصَّلَاة فَقَالَ طُوبَى لمن سعى إِلَيْهَا وواظب عَلَيْهَا ثمَّ قَالَ حَيّ على الْفَلاح فَقَالَ قد أَفْلح من أجَاب دَاعِي الله ثمَّ قَالَ الله أكبر الله أكبر لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ أخلصت الْإِخْلَاص كُله يَا نَضْلَة حرم الله تَعَالَى بهَا جسدك على النَّار فَلَمَّا فرغ نَضْلَة من أَذَانه قَامَ فَقَالَ من أَنْت يَرْحَمك الله أملك أم طائف من الْجِنّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute