عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ عَليّ مَا علمت أَن أحدا من الْمُهَاجِرين هَاجر إِلَّا متخفيا إِلَّا عمر بن الْخطاب فَإِنَّهُ لما هم بِالْهِجْرَةِ تقلد سَيْفه وتنكب قوسه وانتضى فِي يَده سَهْما واحتضن عنزته وَمضى قبل الْكَعْبَة وَالْمَلَأ من قُرَيْش بفنائها فَطَافَ بِالْبَيْتِ سبعا مُتَمَكنًا ثمَّ أَتَى الْمقَام فصلى مُتَمَكنًا ثمَّ وقف على حلقهم وَاحِدَة وَاحِدَة فَقَالَ لَهُم شَاهَت الْوُجُوه لَا يرغم الله إِلَّا هَذِه المعاطس من أَرَادَ أَن تثكله أمه أَو يؤتم وَلَده أَو يرمل زَوجته فليلقني وَرَاء هَذَا الْوَادي ثمَّ مضى خرجه ابْن السمان فى الْمُوَافقَة وَتوفى رَسُول الله
وَهُوَ عَنهُ رَاض وبشره بِالْجنَّةِ وَأخْبرهُ أَن الله جعل الْحق على لِسَانه وَقَلبه وَأَن رِضَاهُ وغضبه عدل وَأَن الشَّيْطَان يفر مِنْهُ وَأَن الله أعز بِهِ الْإِسْلَام واستَبشر أهل السَّمَاء بِإِسْلَامِهِ وَسَماهُ عبقرياً ومحدثاً وسراج أهل الْجنَّة وَدعَاهُ صَاحب رَحا وافرة الْعَرَب يعِيش حميدا وَيَمُوت شَهِيدا وَإنَّهُ رجل لَا يحب الْبَاطِل وَلَو كَانَ بعده نَبِي لَكَانَ عمر وكل هَذَا وَغَيره يَأْتِي فِي الْأَحَادِيث الْوَارِدَة مَعَ الْآيَات فِي شَأْنه قَالَ صَاحب الصفوة وَهُوَ أول من عس بِنَفسِهِ فِي عمله وَحمل الدرة وأدب بهَا وَكَانَت أهيب من سيف الْحجَّاج وَكَانَت تخافه مُلُوك الرّوم وَفَارِس وَغَيرهمَا وَكَانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِذا كَانَ فِي سفر نَادَى النَّاس فِي الْمنزل عِنْد الرحيل ارحلوا أَيهَا النَّاس فَيَقُول الْقَائِل يأيها النَّاس هَذَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد ناداكم تقدمُوا فاستقوا وارحلوا ثمَّ يُنَادي الثَّانِيَة الرحيل فَيَقُول النَّاس اركبوا فقد نَادَى أَمِير الْمُؤمنِينَ الثَّانِيَة فاذا استقلوا قَامَ فَرَحل بعيره وَعَلِيهِ غِرَارَتَانِ إِحْدَاهمَا فِيهَا سويق وَالْأُخْرَى فِيهَا تمر وَبَين يَدَيْهِ قربَة وَخَلفه جفنهَ فَكلما نزل جعل فِي الْجَفْنَة من السويق وصب عَلَيْهِ من المَاء وسط شنارة قَالَ والشنارة مثل النطع الصَّغِير من جَاءَهُ لحَاجَة أَو يستقضى قَالَ لَهُ كل من هَذَا السويق وَالتَّمْر ثمَّ يرحل فَيَأْتِي الْمَكَان الَّذِي رَحل النَّاس مِنْهُ فَإِن وجد مَتَاعا سَاقِطا أَخذه وَإِن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute