للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَعَن صُهَيْب قَالَ لما أسلم عمر جلسنا حول الْبَيْت حلقا حلقا وانتصفنا مِمَّن غلظ علينا وَعَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ مَا سمينا مُؤمنين حَتَّى أسلم عمر خرجه فِي الْفَضَائِل وَعَن ابْن مَسْعُود لما أسلم عمر أظهر الْإِسْلَام ودعا إِلَى الله عَلَانيَة وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما أسلم عمر قَالَ الْمُشْركُونَ انتصف الْقَوْم مِنا وَهُوَ أول من مصر الْأَمْصَار كالكوفة وَالْبَصْرَة وحقق كَلمته فِي إعلاء كلمة الله فَفتح الفتوحات الْعَظِيمَة فِي الْمَوَاضِع العديدة فتح مصر وَالشَّام ثمَّ الرّوم ثمَّ الْقَادِسِيَّة ثمَّ انْتهى الْفَتْح إِلَى حمص وحلوان والرقة والرُها وحرّان وَرَأس الْعين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وَمَا يَليهَا من السواحل وَبَيت الْمُقَدّس وبيسان واليرموك والأهواز وقيسارية وتستر ونهاوند والري وَمَا يَليهَا وأصفهان وبلاد فَارس وَغَيرهَا وَمَعَ هَذَا كُله بقى على حَاله كَمَا كَانَ قبل الْولَايَة فِي لِبَاسه وزيه وأفعاله وتواضعه يسير مُنْفَردا فِي سَفَره وحضره من غير حرس وَلَا حجاب لم تغيره الْأُمُور وَلم يستطل على مُسلم بِلِسَانِهِ وَلَا يحابي أحدا فِي الْحق وَكَانَ لَا يطْمع الشريف فِي حيفه وَلَا يشفق الضَّعِيف من عدله وَلَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَينزل نَفسه من مَال الله منزلَة رجل من أوساط الْمُسلمين وَجعل فَرْضه كفرض رجل من الْمُهَاجِرين وَكَانَ يَقُول أَنا ومالكم كولي الْيَتِيم إِن اسْتَغْنَيْت اسْتَعْفَفْت وَإِن افْتَقَرت أكلت بِالْمَعْرُوفِ أَرَادَ أَنه يَأْكُل مَا تقوم بِهِ بنيته لَا يتعداه قَالَ مُجَاهِد تَذَاكر النَّاس فِي مجْلِس ابْن عَبَّاس فَأخذُوا فِي فضل أبي بكر ثمَّ فِي فضل عمر فَلَمَّا سمع ابْن عَبَّاس ذكر عمر بَكَى بكاء شَدِيدا حَتَّى أُغمي عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ يرحم الله عمر قَرَأَ الْقُرْآن وَعمل بِمَا فِيهِ فَأَقَامَ حُدُود الله كَمَا أَمر لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم لقد رَأَيْت عمر أَقَامَ الْحَد على وَلَده فَقتله قلت قصَّة إِقَامَة الْحَد على وَلَده ذكرهَا فِي رياض النضرة وَبَعضهَا عَن عَمْرو ابْن الْعَاصِ قَالَ بَيْنَمَا أَنا بمنزلي بِمصْر إِذْ قيل هَذَا عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو ابْن الْخطاب وَأَبُو سرعَة يستأذنان عَلَيْك فَقلت يدخلَانِ فدخلا وهما متنكران فَقَالَا أقِم علينا الْحَد فَإنَّا أصبْنَا البارحة شرابًا وسكرنا قَالَ فزبرتهما وطردتهما فَقَالَ لي عبد الرَّحْمَن إِن لم تفعل خبرت وَالِدي عمر إِذا قدمت عَلَيْهِ قَالَ عَمْرو فَقلت إِنِّي إِن لم أقِم عَلَيْهِمَا الْحَد غضب عَليّ عمر وعزلني قَالَ فأخرجتهما إِلَى صحن الدَّار فضربتهما الْحَد وأدخلت عبد الرَّحْمَن نَاحيَة إِلَى بَيت من الدَّار فحلق رَأسه وَكَانُوا يحلقون مَعَ الْحُدُود وَالله مَا كتبت لعمر بِحرف مِمَّا كَانَ حَتَّى إِذا كَانَ كِتَابه جَاءَنِي فِيهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من عبد الله عمر إِلَى عَمْرو الْعَاصِ عجبت لَك وجوابك عَلي وخلافك عهدي فَمَا أَرَانِي إِلَّا عاذلك تضرب عبد الرَّحْمَن فِي بَيْتك وَقد عرفت إِن هَذَا ليخالفني إِنَّمَا عبد الرَّحْمَن رجل من رعيتك تصنع بِهِ مَا تصنع بِغَيْرِهِ من الْمُسلمين وَلَكِن قلتَ هُوَ ولد أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقد عرفت إِنِّي لَا هوادة لأحد من النَّاس عِنْدِي فِي حق فَإِذا جَاءَك كتابي فَابْعَثْ بِهِ فِي عباءة على قتب حَتَّى يعرف سوء مَا صنع وَالسَّلَام فَبعثت بِهِ كَمَا قَالَ أَبوهُ وكتبت إِلَى عمر أعْتَذر إِلَيْهِ بِأَنِّي ضَربته فِي صحن دَاري فبالله الَّذِي لَا يحلف بأعظم مِنْهُ إِنِّي لأقيم الْحُدُود فِي صحن دَاري على الْمُسلم وَالذِّمِّيّ وَبعثت بِالْكتاب مَعَ عبد الله بن عمر فَقدم عبد الرَّحْمَن على أَبِيه عمر فَدخل وَعَلِيهِ عباءة لَا يَسْتَطِيع الْمَشْي من سوء مركبه فَقَالَ لَهُ عمر يَا عبد الرَّحْمَن فعلت وَفعلت فَكَلمهُ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد أقيم عَلَيْهِ الْحَد فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَأمر بِإِقَامَة الْحَد عَلَيْهِ فَجعل عبد الرَّحْمَن يَقُول إِنِّي مَرِيض وَأَنت قاتلي فَأَقَامَ عَلَيْهِ الْحَد ثَانِيًا وحبسه فَمَرض وَمَات انْتهى قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَأَبُو عمر وَصَاحب الصفوة كَانَ عمر بن الْخطاب من الْمُهَاجِرين السَّابِقين مِمَّن صلى إِلَى الْقبْلَتَيْنِ وَشهد بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَة وبيعة الرضْوَان وَسَائِر الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله

وَهَاجَر عَلَانيَة

<<  <  ج: ص:  >  >>