عَليّ بخْتِي لَهُ رَحل وريطة مثنية فِي عُنُقه لَيْسَ عَلَيْهِ سيف وَلَا عِمَامَة وَقد كَانَ ضخماً سميناً قد كثر شعره وشعث فَأقبل النَّاس يسلمُونَ عَلَيْهِ ويعزونه وَهُوَ ترى فِيهِ الكآبة والحزن وخفض الصَّوْت وَالنَّاس يعيبون ذَلِك مِنْهُ وَيَقُولُونَ هَذَا الْأَعرَابِي الْأُمِّي ولي أَمر النَّاس وَالله سَائل عَنهُ قسار فَقُلْنَا يدْخل من بَاب توما فَلم يدْخل وَمضى إِلَى بَاب شَرْقي فَلم يدْخل مِنْهُ وَأَجَازَهُ ثمَّ أجَاز بَاب كيسَان إِلَى بَاب الصَّغِير فَلَمَّا وافاه أَنَاخَ وَنزل وَمَشى الضَّحَّاك بَين يَدَيْهِ إِلَى قبر مُعَاوِيَة فصففنا خَلفه وَكبر أَرْبعا فَلَمَّا خرج من الْمَقَابِر أَتَى ببغلة فركبها إِلَى الخضراء ثمَّ نُودي الصَّلَاة جمَاعَة لصَلَاة الظّهْر فاغتسل وَلبس ثيابًا نفيسةَ ثمَّ جلس على الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر موت أَبِيه وَقَالَ إِنَّه كَانَ يغزيكم الْبَحْر وَالْبر وَلست حاولا أحدا الْمُسلمين فِي الْبَحْر وَإنَّهُ كَانَ يشتيكم بِأَرْض الرّوم وَلست مشتياً أحدا بهَا وَإنَّهُ كَانَ يخرج لكم الْعَطاء ثَلَاثَة وَأَنا أجمعه لكم كُله قَالَ فافترقوا وَمَا يفضلون عَلَيْهِ أحدَاً وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي مَرْيَم عَن عَطِيَّة بن قيس قَالَ خطب مُعَاوِيَة فَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كنت إِنَّمَا عهِدت ليزِيد لما رَأَيْت من فَضله فَبَلغهُ مَا أملت وأعنه وَأَن كنت إِنَّمَا حَملَنِي على ذَلِك حب الْوَالِد لوَلَده وَأَنه لَيْسَ بِأَهْل فاقبضه قبل أَن يبلغ ذَلِك قَالَ حميد بن عبد الرَّحْمَن دَخَلنَا على بشير وَكَانَ صحابياً فَقُلْنَا اسْتخْلف يزِيد فَقَالَ يَقُولُونَ أَن يزِيد لَيْسَ بِخَير أمة مُحَمَّد
وَأَنا أَقُول ذَلِك وَلَكِن لِأَن يجمع الله أمة مُحَمَّد أحب إِلَيّ من أَن يتفرق كَذَا فِي الذَّهَبِيّ بُويِعَ يزِيد بعد موت أَبِيه وعَلى الْمَدِينَة الْوَلِيد بن عتبَة بن أبي سُفْيَان وعَلى مَكَّة عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ الشهير بالأشدق وعَلى الْبَصْرَة عبيد الله بن زِيَاد وعَلى